درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[خطبة فيما للأبناء على آبائهم]

صفحة 62 - الجزء 1

  هذا، وإن علينا أولاً أن نعاتب ونحاسب أنفسنا وأن نتبصر لعيوبنا؛ لنستطيع بعد ذلك أن نحاسب ونعاتب ونراقب أولادنا، فلا يستقيم الظل والعود أعوج، وفي الأثر عن سيد البشر ÷ أنه قال: «إذا أراد الله بعبد خيراً بصره عيوب نفسه»⁣(⁣١).

  وعن بعض الحكماء: «من كملت بصيرته لم تخف عليه عيوبه، ومن عرف عيوب نفسه أمكنه معالجتها».

  وأخيراً نسأل الله تعالى أن يعرفنا جميعاً رشدنا، وأن يؤيدنا بتأييده، وأن يثبتنا على الحق، وأن يوفقنا لأداء شكره وذكره وحسن عبادته، وأن يصلحنا ويصلح بنا ويصلح ذرياتنا، ويهدينا جميعاً إلى صراطه المستقيم إنه سميع مجيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}.


(١) رواه الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة في الديباج الوضي.