[خطبة فيما للأبناء على آبائهم]
  نفسه للسب والسخرية والمخاوف.
  ومن هنا فإن الرحمة الحقيقية بالأبناء هي المراقبة الدائمة، وهي استعمال القسوة معهم حيث لا يكون منها بدّ أو علاج بغيرها.
  فالتوجيهات الدينية والرعاية الكاملة، هي أقوى سلاح لردع الفوضى الخلقية التي تجلبها التيارات المعادية للإسلام والمسلمين، الناتجة عن أفلام الفيديو أو الكتب المسمومة المزينة بالشعارات البراقة، والادعاءات الكاذبة، التي تنقل عدواها إلى الأبناء والبنات الذين أهمل آباؤهم مراقبتهم والتشدد عليهم، بوحي من طغيان العاطفة، التي تجر الأبناء إلى الاستهتار بالقيم والأخلاق المرضية.
  فالنبي ÷ يقول: «مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين، واضربوهم عليها في عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع»(١).
  فعلى جميع الآباء الحريصين على سعادتهم أسرهم وأولادهم والرحماء بهم أن يحسنوا مراقبتهم، وأن يحببوا إلى أنفسهم كل الأعمال الصالحة، وأن يعودوهم عليها وعلى الأخلاق الفاضلة، حتى تصبح جزءاً من حياتهم، ومن أهمها الحياء والحشمة، فالحياء من الإيمان كما روي ذلك عن رسول الله ÷، وبالحياء سوف يتجنبون كل الرذائل، ويميلون إلى ما يشرف من الآداب والفضائل.
  كما أن على جميع الآباء أن يسخروا ولو بعض أوقات أبنائهم لتعليم القرآن العظيم والصحيح من أحاديث الرسول الكريم، وتعليم أحاديث الأخيار وحكايات الصالحين الأبرار؛ ليغرسوا ويبذروا في نفوس أبنائهم حب الدين وحب أهل الدين.
  وكذلك وكما ذكرنا على جميع الآباء أن يتحفظوا على أولادهم من مجالسة الفجرة الأشرار، فإنهم بمخالطتهم ومجالستهم إياهم سيصيرون مثلهم والعياذ بالله.
(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه.