درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة الحقوق

صفحة 77 - الجزء 1

  لهم ما أطاعوا الله، وإلا فليكن الله أكرم عليك منهم ولا قوة إلا بالله.

  وحق ذي المعروف عليك: أن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً ما كافيته.

  وأما حق الجار فأن تحفظه غائباً وأن تكرمه شاهداً، وأن تنصره مظلوماً وأن لا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه، وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تسلمه عند شديدة.

  وأما حقوق المسلمين فعليك أن تضمر السلامة والرحمة لهم، وأن ترفق بمسيئهم وأن تتألفهم وتستصلحهم، وتشكر محسنهم، وعليك أن تكف عنهم الأذى، وأن تحب لهم ما تحبه لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تجعل الكبير منهم بمنزلة أبيك، وشبانهم بمنزلة إخوتك، وعجائزهم بمنزلة أمك، وصغارهم بمنزلة أولادك».

  فهذا أيها المؤمنون ما تيسر جمعه من رسالة الحقوق فعليكم رعايتها والقيام بما تضمنت من الحقوق لتكونوا من الفائزين.

  وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرتضيه، ونسأله أن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم، آمين اللهم آمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}.