الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ولاية الإمام في الواجبات على من لم تنفذ أوامره عليه]

صفحة 102 - الجزء 1

  وممن أجمع الصحابة على ردته كندة بحضرموت لسبب يتعلق بالزكاة وهو أخف وأهون من هذا، وذلك أن زياد بن لبيد | أخذ منهم الزكاة فخرج في سهم الصدقة ناقة نفيسة تسمى شذرة فأراد صاحبها إبدالها بجمل آخر فكره ذلك زياد، فتداعى الأمر إلى الحرب، فقام مع زياد البعض ومع صاحب الناقة البعض، فأجلب عليهم المسلمون وحكموا بردتهم وقتلوهم وسَبوْا ذراريهم وكانت شذرة أشأم من البسوس بين بكر وتغلب.

  ومن ذلك ما كان من بني ناجية فإنهم طلبوا من علي # إلحاق نسبهم بقريش فلم يصح له ذلك فوجِدوا عليه ومنعوا من تسليم الصدقة إليه عامين: عام صفين، والعام الذي قبله، حتى فرغ لهم وقتلهم وسباهم وأخذ من سبيهم، فما ترى في حال هؤلاء ومقاتلتهم وحكمهم⁣(⁣١)؟

  وأما كلام الأئمة $ وإجماعهم على أن الإمام متى طلبها من كل من أمكنه إيصالها وجب عليه ذلك وإلا حورب فشاهر ظاهر كما رواه الهادي في قتال أهل مجز بجهات صعدة وتغنم أموالهم، وبني الحارث بنجران لما تغلّبوا على الزكاة، وما نقلنا لك وحكينا إلا ما ذكره الأئمة وأوردوه كالإمام عز الدين بن الحسن في كتابه المعروف بالعناية التامة في تحقيق مسائل الإمامة مع نقل بعض ألفاظه، وأما ما حكاه الإمام الهادي يحيى بن الحسين # والإمام يحيى في الانتصار - حكاه عنه الإمام عز الدين بن الحسن - وما حكاه المحقق العلامة الشرفي في ضياء ذوي الأبصار وغيره من الأئمة وهو مذهب الإمام المنصور باللّه أحمد بن هاشم سلام اللّه عليه فهو مذهبنا وبه نقول ونعمل ونُلزم.


(١) هم ارتدوا فعلاً، وهذه أسباب الردة، وليست تلك الأسباب هي الردة بنفسها؛ لأن بني كندة أصحاب الأشعث بن قيس وبني ناجية ارتدوا بعد ذلك عن الإسلام هذا معلوم من السيرة، واللّه ولي التوفيق. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.