[ولاية الإمام في الواجبات على من لم تنفذ أوامره عليه]
  مع أن القائم في زماننا هذا بين أناس قد أخذت الفانية بأزمّة قلوبهم، وقل المؤمنون فيهم، فلا ترى من يلتفت إلى الدين، ولا إلى من يدعو إليه ويذب عن حوزة الإسلام والمسلمين، إلاّ بإعطاء شيء من الدنيا، وإطعامه منها، وإلاّ ضرب عن الدين صفحاً، وطوى عنه كشحاً، وأضر بأهل الإسلام، وتابع الفجرة الطغام، فكيف يحسن عدم التحريض على شيء لا يثبت الالتزام للإمامة إلاّ به؟ وإلاّ صار رسم الدين خالياً من الأنيس، لم يُبْقَ منه إلا على أخبار طَسْم وجديس(١)، وقد استرسل الكلام، والحديث ذو شجون، ولكن لا يخلو من فائدة؛ فخذ ذلك أيها الأخ موفقاً.
  وحُكْمنا: قد أجزنا لمن أخذ الإذن منا في صرف ثلث واجباته في مصرفها، وثلثان يسلم إلينا؛ لنصرفها في مصارفها الشرعية، وإلاّ فنحن منزهون عنها وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.
  تمت الرسالة النافعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
  * * * * *
(١) طسم: قبيلة من عاد انقرضوا. وجديس كأمير: قبيلة. والصواب بالحاء المهملة. أفاده ق.