الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حكم طلب العلم الشرعي]

صفحة 107 - الجزء 1

  وليضربوا لهم أمثالها، ويبصروهم عيوبها، وليهجموا عليهم بمُعتَبرٍ من تصرف مصاحِها وأسقامها وحلالِها وحرامِها، وما أعدّ للمطيعين منهم والعصاة من جنة ونار، وكرامة وهوان)، رواه عنه الإمام المؤيد باللّه يحيى بن حمزة # في كتاب الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي.

  فعلى العاقل - إن كان لبيباً - أن ينظر لنفسه النجاة في يوم يجعل الولدان شيباً، ومجمع النجاة في العلم النافع والعمل الخالص فقد قال ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم»، ووجه الخطر ما أشار إليه ÷ في الحديث الآخر وهو قوله: «حراسة العمل أشد من العمل»، والحراسة إنما تكون بالاحتراز عن المحبطات الظاهرة والباطنة من معاصي الجوارح والقلوب بعد إحراز العقيدة الصحيحة ثم العلم والعمل، فإنما تتم النجاة لمن علم فعمل فأخلص فحرس ذلك العمل.

[حكم طلب العلم الشرعي]

  واعلم أن تعلّم أحكام الشريعة والتفقه في الدين - فرض واجب، وحكم لازب، وذلك ينقسم إلى قسمين:

  أحدهما: فرض عين يجب معرفته على كل مكلف، وذلك تعلّم القدر الذي لابد منه من أصول الدين كما مر.

  ويلحق بذلك تعلّم أحكام الصلاة والصوم، وجميع العبادات المتعلقة بالمكلف، مثل أحكام الحج لمن استطاع، وأحكام الزكاة لمن وجد النصاب، وغيرها مما يتعلق بالمكلف فعلاً وتركاً؛ ليعلم أنه قد امتثل ما كلف، بشروطه وفروضه وجميع أركانه، واجتنب ما يفسده ويبطله، وخرج عن عهدة التكليف به.

  ويلحق بذلك تَعلُّم أحكام المعاملات التي يريد الدخول فيها، مثل: النكاح والطلاق والتجارة وغيرها؛ لأنه لا يأمن الوقوع فيما هو محظور، أو الإخلال