الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الفرق بين فرض الكفاية وفرض العين]

صفحة 108 - الجزء 1

  بما هو به مأمور، فقد جاء في الحديث عن الرسول ÷: «من اتجر ولم يتفقه فقد ارتطم في الربا ثم ارتطم».

  والقسم الثاني: فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وذلك مثل علوم الاجتهاد، وسائر أحكام الشريعة التي لا تعلق للمكلف بها؛ لأن حفظ الشرائع واجب، وتبليغها واجب لقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}⁣[الأنعام] وقوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة] وقوله ÷: «ليبلغ الشاهد الغائب»، وغير ذلك من الكتاب والسنة.

[الفرق بين فرض الكفاية وفرض العين]

  واعلم أنه لا فرق بين فرض الكفاية وفرض العين في الابتداء؛ لتعلقهما بجميع المكلفين، وإنما يفترقان في الانتهاء، أعني عند قيام البعض به والكفاية فيه.

  كفانا اللّه تعالى مهمات الدنيا والدين، وجعلنا من عباده الصالحين المخلصين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وغفر لنا ولكافة المؤمنين، آمين اللّهم آمين وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

  * * * * * * *

  انتهى نقل هذه الرسالة الكريمة والفرائد المفيدة العظيمة وذلك قبيل ظهر يوم السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام من عام اثني عشر وأربعمائة وألف من هجرة صاحب الرسالة الغراء، البشير النذير والسراج المنير، صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله الطاهرين وسلم، ورضي اللّه تعالى عن صحابته الراشدين الهداة المهتدين، وعلى التابعين إلى يوم الدين.

  اللّهم اجعلنا منهم ومعهم وفي سلكهم وعلى طريقتهم، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، واهدنا وارحمنا واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا في الدين، ولأولادنا وذرياتنا ولإخواننا الذين