[أدلة الكتاب على وجوب طاعة داعي الله]
[الباب الأول]
  في ذكر شيء من الأدلة فيما يجب للمحقين من الأئمة
  من وجوب الإجابة والحقوق على كافة الأمة
[أدلة الكتاب على وجوب طاعة داعي اللّه]
  قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٢٤ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢٥}، دلت الآية على وجوب إجابة الإمام الحق إذا دعا إلى سبيل الرشاد، لأن الإمام قائم مقام الرسول ÷ بالإجماع، ولهذا قال أبو بكر بمحضرٍ من الصحابة الراشدين ¤، عند قتال أهل الردة: واللّه لو منعوني عِقالاً - أو قال عَناقاً - مما كانوا يُؤدونه إلى رسولِ اللّه ÷ لقاتلتهم عليه(١).
  وقال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، وأُولوا الأَمْرِ هُم أئمةُ الحقِّ بالإجماع.
  قال صاحب الكشاف ¥: والمراد أمراءُ الحقِ، لا أمراءُ الجور، فإن اللّه ورسولَه بريئان منهم، فلا يُعطفون على اللّه ورسوله في وجوب الطاعة لهم.
  وقال الإمام يحيى بن حمزة # في الانتصار: واعلم أن الواجب على الأمة هو النصر للإمام، وموازرته ومعاضدته، وإعانته على ما في وجهه من المكالف،
(١) راجع الباب الرابع من هذا الكتاب - موضوع ولاية الإمام في الواجبات على من لم تنفذ أوامره عليه - ففيه التفصيل الكافي للإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # حول أصناف أهل الردة.