الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[وجوب طلب الفرقة الناجية]

صفحة 42 - الجزء 1

  لأنه متلقىً بالقبول من جميع الأمة لا يختلفون فيه، وقد روي بطرق عديدة، ويصدقه الواقع، فإن الأمة افترقت بعد نبيها ÷ فرقاً شتَّى.

  قال العنسي | في المحجة البيضاء: (انتشر مذهب الخوارج في زمن علي #. وفي زمنه كان حدوث مذهب الغلاة والمفوضة، وهم الذين مهدوا مذاهب الباطنية، وفي ضمنه في زمن معاوية ظهر الجبر والتشبيه، ثم تزايدت مذاهب الجبرية وصاروا فرقاً، كالأشعرية، والكُلاّبية، والكُرّامية، والضِرّارية، وظهر في ضمن ذلك - آخر زمن بني أمية - مذاهب الإمامية، وتزايدت في زمن العباسية، وظهر في التابعين مذهب المرجئة، ولحق أكثرهم بمذهب الجبرية والإمامية، وظهر مذهب المعتزلة في زمن واصل بن عطاء، وتزايد وصار لهم رئاسة عظيمة؛ لميلهم في العدل والتوحيد إلى مذهب العترة الزكية، واستقامت الزيدية على المذهب الذي كان عليه زيد بن علي وسائر العترة $، وهو المذهب الذي مات عليه النبي ÷، ومات عليه علي # وابناه الحسن والحسين @، والجماعة الوافرة من الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم ومن التابعين» انتهى.

[وجوب طلب الفرقة الناجية]

  قلت: فحقيقٌ لمن قرع سمعه ذلك، ووقر في قلبه ما هنالك، أن يجتهد في طلب الفرقة الناجية عند مداحض الأقدام، والطريقة الموصلة إلى السلامة والاغتنام، فيجعلها إمامه وقائده، وعصمته ورائده؛ ليفوز بالنجاة في يوم الزحام، عند مواقف الأشهاد ومناقشة العباد، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم.


= نعم، ثم اطلعت على مجموعة في هذا المقصد للعلامة محمد بن إبراهيم بن المفضل | وسماه بالإشارة المهمة إلى صحة حديث افتراق الأمة فإذا ما كتبه القاضي محمد بن عبداللّه الغالبي | مأخوذ منها، ثم ساق ما سبق إلى قوله: نعم الذي ذكره ابن الجوزي في الموضوعات هو الحديث بلفظ: «كلها في الجنة إلا فرقة»، فذكر له ثلاث طرق عن أنس، وقال أهل الصناعة: وضعه الأبرد ولا أصل له بهذا اللفظ، انتهى المراد نقله واللّه ولي التوفيق. انتهى من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.