[بيان الله تعالى للفرقة الناجية]
[بيان اللّه تعالى للفرقة الناجية]
  وقد بين اللّه تعالى ورسوله ÷ الفرقة الناجية، بآية المودة والتطهير، وآية المباهلة وغيرها من الآيات الدَّالة على أنها العترة الطاهرة الزكية، ومن تابعها في دينها من سائر البرية، وبما ورد في الأربعة المعصومين خاصة، وبما ورد فيهم وفي سائر العترة $ عامةً.
[الأدلة على أن العترة هي الفرقة الناجية]
* [خبر الثقلين]
  من ذلك قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، وهذا الخبر متواتر، مجمع على صحته.
  وقد ذكره الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة متصلاً بما قبله، قال: قال رسول اللّه ÷: «أمة أخي موسى افترقت إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي من بعدي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة، فلمّا سُمِع ذلك منه، ضاق به المسلمون ذرعاً، وضجُّوا بالبكاء، وأقبلوا عليه، وقالوا: يا رسول اللّه كيف لنا بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال ÷: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبَّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، قال والأمة مجمعة على صحة هذا الخبر، وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول، انتهى.
  فبيّن رسول اللّه ÷ أنه قد ترك في أمته خليفتين، وحبلين ممدودين، وثقلين عظيمين، باقيين ما بقيت هذه الدار، لا يفارق أحدهما صاحبه حتى يردا على النبي المختار صلى اللّه وسلم عليه وآله الأخيار؛ فهما عصمة اللائذين، ونجاة الطالبين، وعمدة الموحدين، وأمان المسلمين: