الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[أدلة القرآن على أن أهل البيت هم الفرقة الناجية]

صفحة 48 - الجزء 1

[فضل شيعة أهل البيت (ع)]

  وعنه ÷ أنه قال: «ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه».

  وعنه ÷ أنه قال: «من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجا من بعدي، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة».

  وفي حديث آخر: «أعطاهم اللّه علمي وفهمي، وهم عترتي خلقوا من لحمي ودمي، إلى اللّه أشكو من ظالميهم من أمتي»، وقوله ÷: «قَدِّموهم ولا تَقَدَّموهم، وتعلموا منهم ولا تُعلِّموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».

  وروى الناصر للحق # بإسناده عن سعيد بن خثيم قال: سألت زيد بن علي # عن هذه الآية: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣]، فقال # الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان، فالرد منا وإلينا، قال الناصر [للحق] #: ويؤيد ذلك أنه قَرَن طاعته بطاعة رسوله، فوجب أن يكون في الصفوة مثله، فالرد إلى الرسول رد إلى سنته، والرد إلى أولي الأمر رد إلى ذريته؛ لأنه قال: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي» إلى غير ذلك مما يطول ذكره.

[أدلة القرآن على أن أهل البيت هم الفرقة الناجية]

[آية المودة]

  وأما آية المودة، وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، فإنها دالة على أن مودتهم واجبة، فيكونون على الحق وإلا حرمت مودتهم؛ لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}⁣[المجادلة: ٢٢]، وغيرها، وكونهم على الحق يقتضي