الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[آية التطهير]

صفحة 49 - الجزء 1

  وجوب متابعتهم لعدم الواسطة بين الحق والضلال لقوله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}⁣[يونس: ٢٣]، والمراد بالقربى أهل البيت؛ لأنه ÷ قد فسرها بذلك، وكذلك أمير المؤمنين #، وفهم ذلك الصحابة ¤ كما رواه في شواهد التنزيل بالإسناد إلى علي # قال: (فينا آل محمد آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن)، ثم قرأ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

  وفي أمالي المرشد باللّه # من طريقين إلى ابن عباس ® قال: لما نزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم، قال ÷: «علي وفاطمة وابناهما».

  وذكره في الكشاف في تفسير هذه الآية، وفي شواهد التنزيل مسنداً من نحو ثمان طرق إلى ابن عباس ®، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبي في تفسيره، وابن المغازلي الشافعي في مناقبه، وغيرهم.

[آية التطهير]

  وأما آية التطهير وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب] فإن اللّه تعالى أخبر مؤكداً بالحصر بإرادته إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً تاماً، وما يريده اللّه تعالى من أفعاله واقعٌ قطعاً، والرجس المُطهرون عنه ليس إلا ما يُستخبث من الأقوال والأفعال، ويستحق عليه الذم والعقاب، وإذا قد طهَّرهم اللّه تعالى عن ذلك كانوا على الحق لا محالة، وإذا كانوا على الحق وجب اتباعهم؛ إذ لا واسطة بين الحق والباطل كما سبق.