الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[معاني الهدى]

صفحة 66 - الجزء 1

[معاني الهدى]

  فالهدى يطلق على أحد معانٍ:

  ١ - منها: الدعاء إلى الخير، كما قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}⁣[فصلت: ١٧].

  ٢ - ومنها: زيادة البصيرة والتنوير، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد: ١٧].

  ٣ - ومنها: الثواب، كما قال تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}⁣[يونس: ٩].

  ٤ - وبمعنى: الحكم والتسمية، كما قال الشاعر⁣(⁣١):

  مازال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الفجار

  فمعنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧}⁣[الصف] أي: لا يزيدهم بصيرة بظلمهم، أو لا يُثيبهم، أو لا يحكم لهم بالهدى ولا يسميهم به.

  ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول⁣(⁣٢)؛ لأنه رد لما علم من ضرورة الدين؛ لدعائه تعالى الكفار وغيرهم.

[معاني الضلال]

  والضلال يطلق على معانٍ:

  ١ - منها: الإغواء عن طريق الحق، كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}⁣[طه].

  ٢ - ومنها: الهلاك، كما قال تعالى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة: ١٠].

  ٣ - ومنها العقاب كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٤٧}⁣[القمر].

  ٤ - وبمعنى الحكم والتسمية كما في البيت [السابق ذكره]:

  [مازال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الفجار]


(١) هو الخارجي، والمقصود به هو الإمام علي صلى اللّه عليه، واستشهد الإمام المهدي # بهذا البيت لأن قائله عربي. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) من معاني الهدى الذي هو الدعاء إلى الخير.