[معاني الفتنة]
  فمعنى قوله: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[ابراهيم: ٢٧] أي: يهلكهم، أو يعذبهم، أو يحكم عليهم، أو يسميهم به.
  ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول [من معاني الضلال] إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده وذلك كفر.
[معاني الفتنة]
  والفتنة كذلك [تطلق على معانٍ]:
  ١ - [فتأتي] بمعنى: المحنة، كقوله ÷: «ستأتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم؛ فيظن المؤمنون أنهم هالكون، ثم يكشفها اللّه تعالى بنا أهل البيت».
  ٢ - وبمعنى: الاختبار، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[العنكبوت: ٣].
  ٣ - وبمعنى: الإضلال، كقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}[الأعراف: ٢٧].
  ٤ - وبمعنى: العذاب، كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}[الذاريات].
  فيجوز أن يفتن اللّه تعالى المكلفين أي يختبرهم بالتكاليف والشدائد، ويفتن العصاة بمعنى يعذبهم لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق لأنها صفة نقص واللّه يتعالى عنها.
[معنى الختم والطبع]
  والختم والطبع [يأتيان] بمعنى التغطية وبمعنى العلامة.
  ولا يجوز أن يقال: إن اللّه طبع على قلوب الكفار بمعنى: غطى عليها.
  [وقال] بعض العدلية: ويجوز بمعنى: جعل علامة(١).
  والمختار أن الطبع والختم والغشاوة والحجاب في مثل قوله تعالى: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[النحل: ١٠٨]، {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ
(١) علامة على القلب لتعرف الملائكة.