[الأذان بحي على خير العمل]
  * قال الهادي #: وقد صح لنا أن الأذان بحي على خير العمل كان على عهد رسول اللّه ÷ يُؤذن بها، ولم تطرح إلا في زمن عمر بن الخطاب، وأنه أمر بطرحها وقال: إني أخاف أن يتكل الناس على ذلك، قال: فإنه ÷ عُلِّمَه ليلة الإسراء لا كما يقول الجُهَّال أنه رؤيا رآها بعض الأنصار فلا يقبله العقل.
  * ومن الروايات ما في كتاب الشفاء ما لفظه: الصحيح أن الأذان الشرعي شرع بحي على خير العمل لأنه اتفق على الأذان به يوم الخندق، ولأنه دعاء إلى الصلاة خير أعمالكم الصلاة.
  قال صاحب فتوح مكة: أجمع أهل هذه المذاهب على التعصب في ترك الأذان بحي على خير العمل. انتهى.
  * ومن ذلك ما أخبر به أبو بكر المقري - قال في تذكرة الحفاظ: هو ثقة علامة -، قال: حدثنا الطحاوي(١) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن داود البغدادي - قال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ: حسن الحديث -، قال: حدثنا أبو عاصم(٢) قال: حدثنا ابن جريج قال أخبرني عثمان بن السائب(٣) - وقد وثقه
(١) هو أحمد بن محمد بن سلامة الحافظ العلامة المشهور ذكره في طبقات الزيدية، وقال ابن يونس: ثبتاً ثقة. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) في طبقات الزيدية الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني البصري النبيل - بنون ثم بتحتيه قبلها موحدة - سمع جعفر بن محمد وأبا حنيفة وابن جريج ومالكاً والثوري وابن أبي عروبة وغيرهم. وعنه: البخاري، وأحمد وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قال عمر بن شبه: حدثنا أبو عاصم النبيل وواللّه ما رأيت مثله. وقال الخليلي: أبو عاصم النبيل متفق عليه زهداً وعلماً وديانة وإتقاناً. قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحداً قط. قال ابن سعد: كان ثقة فقيهاً. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه في الإكمال ويسمى نبيلاً لأنه كان يلبس الخز وجيد الثياب فإذا أقبل قال ابن جريج: جاء النبيل، توفي آخر سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة المأمون، وهو ابن تسعين وأشهر، خرج له الجماعة والمرشد باللّه وبقية أئمتنا $. انتهى باختصار. وقال الذهبي في النبلاء: الإمام الحافظ شيخ المحدثين الأثبات أبو عاصم الشيباني. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٣) في الطبقات: عثمان بن السائب المكي مولى أبي محذورة وعنه ابن جريج، وثقه ابن حبان، خرج له المؤيد باللّه وأبو داود والنسائي، ووثقه أيضاً، ووثقه الذهبي. تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.