الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأذان بحي على خير العمل]

صفحة 89 - الجزء 1

  الذهبي في الكاشف -، قال: أخبرني أبي⁣(⁣١)، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة الصحابي الجليل، قال: علمني رسول اللّه ÷ الأذان كما تؤذنون الآن، وذكر تلك الكلمات ومنها: «حي على خير العمل». وذكر نحو هذا المحب الطبري في كتاب الأحكام الكبير عن أبي أمامة بن سهل البدري، وذكره عنه سعد بن منصور في سننه.

  * وقد ذكره الحافظ البيهقي صاحب التصانيف الجليلة، عن محمد بن سيرين عن ابن عمر: أنه كان يقول ذلك في أذانه، وذكر رواياتٍ أُخَر عن ابن عمر قريباً من هذا، ورواه أيضاً عن علي بن الحسين @ أنه كان يقول في أذانه إذا قال حي على الفلاح قال: «حي على خير العمل»، ويقول: هو الأذان الأول.

  * ومن ذلك: ما رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل - وهو ثقة من رجال البخاري ومسلم - عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، ومسلم بن يسار المزني - وهو ثقة من رجال البخاري - أن علي بن الحسين كان يُؤذن فإذا بلغ حي على الفلاح قال: «حي على خير العمل»، ويقول: هو الأذان الأول، وأنه أذان رسول اللّه ÷، وغير ذلك من الروايات.

  * وقد روى سعد الدين التفتازاني في حاشية شرح العضد أن «حي على خير العمل» كان ثابتاً على عهد رسول اللّه ÷، وأن عمر هو الذي أمر أن يكف الناسُ عن ذلك مخافة أن يُثبِّط الناس عن الجهاد ويتكلُوا على الصلاة، وهذا اجتهاد منه لا حجة فيه مع أنها ما كانت تنبغي هذه الرواية عن عمر؛ لأن الاجتهاد لا ترفع به شريعة.


(١) في الطبقات: السائب المكي، عن مولاه عبدالملك بن أبي محذورة المؤذن، وعنه: ابنه عثمان، وثقه ابن حبان، خرج له المؤيد باللّه وأبو داود والنسائي، انتهى من الطبقات بتصرف يسير.

تمت من الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.