[الفضل الذي يروجه أهل السنة لبعض الصحابة]
  على طرق الحجيج رجالاً يحذرون الحجاج القادمين إلى مكة من أن يستمعوا إلى محمد ÷ فإنه ساحر يضل الناس بسحره، ويفسد على الناس دينهم بقوله، ويفرق بسحره بين الابن وأبيه، وبين الوالدة وولدها، وبين الأخ وأخيه، وما أشبه ذلك؛ فيدخل الحاج مكة وهو في الغاية من الحذر والتحفظ من أن يسمع كلمة من محمد ÷، أو أن يقف عنده أو أن يلقاه.
  وهكذا أهل السنة في التحذير من الشيعة؛ لأنهم يسبون الصحابة، ويشتمون الخلفاء، ويغالون في حب أهل البيت وفي حب علي بن أبي طالب حتى جعلوه إلهاً! ومذهب الشيعة مذهب باطل أخذوه أساساً من اليهودي الماكر عبدالله بن سبأ فهو الذي أغوى الشيعة، وزين لهم الغلو في علي وأهل البيت، وحسَّن لهم سب الصحابة وشتم أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وتقول الشيعة إن القرآن ناقص والموجود الآن ليس إلا بعضه، وأنهم في الواقع مجوس يعبدون النار! وما شابه ذلك من الدعايات والترويج والتهم الموجهة إليهم من قِبَل أهل السنة والجماعة.
  هذا، والواقع أن الدعايات والترويج لا يقتنع بها العاقل اللبيب الذي يسعى ويحرص على التفتيش عن الحق، وإنما يكتفي بها الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين لا يهمهم الدين الحق ولا يفكرون فيه، وإنما هممهم متوجهة إلى الدنيا وما تهوى الأنفس، وقد قال تعالى في مثل أولئك: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٨}[الزخرف]، {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ١٠٢}[الأعراف]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}[يوسف]، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}[سبأ]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٠}[الروم].