من السلف الصالح: علي وشيعته أو معاوية واتباعه؟
  - وعمرو بن العاص، وإن كان قد صحب النبي ÷ فترة قصيرة في آخر حياة النبي ÷ - فقد كانت سيرته مع النبي ÷ غير سديدة، وتبين ذلك حين أمَّرَه النبي ÷ في غزوة أو نحوها على جماعة فيهم أبو بكر وعمر، فلمَّا عادوا إلى النبي ÷ شكوا إلى الرسول ÷ من سيرته، فقبل شكواهم، ووعدهم أن لا يؤمره عليهم، وكان عبدالله بن عمرو بن العاص مع أبيه في صف معاوية، وقد تحدثت التواريخ المعتمدة عند أهل السنة أنه إنما انضم إلى صف معاوية ونصره طمعاً في الدنيا، وأعطاه معاوية - بعد المساومة - مصر وخراجها.
  - أما بسر بن أبي أرطأة فهو وإن كان صحابياً عند أهل السنة فقد قالوا - أي: أهل السنة -: إنه لم يستقم بعد النبي ÷، فقد خلع فضيلة الصحبة بارتكاب ما لا تتسع له الأعذار.
  - وأما النعمان بن بشير فشذ عن الأنصار وذهب إلى معاوية؛ لعداوة كانت في صدره لقومه من الأنصار.
  - أما سائر أنصار معاوية فكانوا لفيفاً، وأكثرهم من قبائل اليمن، ومعه الكثير من أولاد الطلقاء.
  - وهذا في حين أن سائر أنصار علي وشيعته أولاد المهاجرين والأنصار، وأهل الكوفة والبصرة، والكثير منهم أهل معرفة وأهل بصائر، ولا سيما أهل الكوفة.
  ٥٩٤ - وحينئذ، فأي السلفين هو السلف الصالح؟ أيهما أثقل في كفة الميزان، أنصار الخليفة، أم أنصار الباغي على الخليفة؟
  ٥٩٥ - وأيهما الصالح، الذي يدعو منهم إلى الجنة، أم الذي يدعو منهم إلى النار؟
  ٥٩٦ - وهل كان معاوية وأتباعه على حق في عداوتهم لعلي وشيعته؟
  ٥٩٧ - وهل يكون الباغي محقاً في عداوته ومقاتلته للخليفة؟