الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷
  ١١ - كان علي # يكثر الشكاية من قريش، وله # كلام كثير في هذا المجال تضمنه نهج البلاغة.
  ١٢ - كان علي # قد أكثر القتل في قريش مع النبي ÷، وحين أسلمت قريش لم تسلم إلا كرهاً والسيوف على أعناقها، فكراهتها لعلي # غريزة دائمة وحزازة لازمة، فالرجل لا يحب قاتل أبيه أو أخيه أو حبيبه، وإسلام قريش لم يكن إسلام عن رغبة واقتناع، وإنما كان كرهاً وقهراً خوفاً من قطع الرقاب؛ لذلك أضمرت قريش العداوة والأخذ بالثأر عند الفرصة، وحين مات النبي ÷ لم يروا بعده إلا علياً وابنته فاطمة، أما فاطمة فأخذوا مالها وهو مزارع فدك - الذي غنمه الرسول ÷ من قبيلة من قبائل اليهود ولم يرده إلا عمر بن عبدالعزيز - فغضبت وماتت كمداً، وأوصت ألا يصلي عليها أبو بكر وعمر، فدفنها علي ليلاً. وأما علي فأبعدوه وهمشوه، وصغروا شأنه، فلزم السكوت وابتعد عن مقاربتهم.
  ١٣ - جرت مكاتبة بين محمد بن أبي بكر يوم كان والياً على مصر من قِبَل علي بن أبي طالب وبين معاوية، فكان معاوية يقول في مكاتبته إلى محمد بن أبي بكر: أيها الزاري على أبيه، أيها الشامت بأبيه، نحن إنما اقتدينا بأبيك ..... ، ونحو هذه العبارات وهي كثيرة فيما جرى من المكاتبات بين الرجلين، ولم ينزه محمد في مكاتباته أباه عما نسبه إليه معاوية فيدل ذلك على أن عداوة علي وأهل البيت سنة مضى عليها الخلفاء، وتبعهم عليها معاوية.
  أبو بكر وعمر وعثمان من المسلمين المهاجرين مع النبي ÷، وإذا تصفحنا كتب السير وتاريخ العهد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام لم نجد لهم أي دور أو أثر تبرز فيه شخصياتهم، ولم يظهر لهم أي وزن في حروب النبي ÷ مع المشركين، فوجودهم في العهد النبوي كالعدم، هكذا يحكم المتصفح لكتب السيرة النبوية المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.