لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷

صفحة 140 - الجزء 1

  بل الثابت في كتب السيرة عنهم ما ينافي الفضل، وهو فرارهم يوم أحد عن نبيهم ÷، ورجوع أبي بكر وعمر يوم خيبر وهزيمتهما عن عدوهما، وفرارهم يوم حنين.

  وكان ÷ قد بعث أبا بكر بسورة براءة ليقرأها يوم الحج الأكبر على قريش وسائر المشركين فخرج بها أبو بكر فنزل جبريل على النبي ÷ وقال له: «لا يبلغها إلا أنت أو رجل منك» فبعث ÷ علياً ليأخذ براءة من أبي بكر، ويبلغها المشركين يوم الحج الأكبر.

  ولم تذكر كتب السير أن واحداً منهم أصيب مع النبي ÷ بجراحة أو خدش في سبيل الله تعالى، مع أن النبي ÷ أصيب يوم أحد بجراحة في جبينه، وجراحة بالغة في وجنته، وكسرت رباعيته وذلك يوم أحد، ولو كانوا ثبتوا معه حقاً للحقهم بعض الجراحات؛ لأن الذين ثبتوا في أحد قتلوا أو جرحوا كما تحكيه السير.

  والذي عرف عن أبي بكر وعمر في العهد النبوي هو قلة الأدب مع النبي ÷ حتى نزل في ذلك القرآن، والمعروف أن القرآن لا ينزل إلا في الأمور الكبيرة لا الأمور التافهة، فنزل فيهما أوائل سورة الحجرات: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}.

  روى البخاري في الصحيح أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر وعمر، وفي تلك الرواية: كاد الخيران أن يهلكا حين رفعا أصواتهما فوق صوت النبي ÷.

  والمعروف من عمر أنه كان يكثر الاستنكار على رسول الله ÷.

  وفي مسلم: إن عمر كان ينزر النبي ÷ أي يخاطبه باستنكار كما يخاطب السيد عبده أو الوالد ولده إذا تراخى في أمر أو نحو ذلك.