الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷
  بكر إلا بالأجرة؛ فهاجر النبي ÷ وأبو بكر على بعيرين لا غير، فلو كان لأبي بكر تجارة لاحتاج إلى جمال كثيرة، وإن صحت رواية ابن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر أن أبا بكر حمل ماله كله يوم الهجرة وكان خمسة آلاف درهم فإن ذلك قليل لا يستحق لو أنفقه كله في سبيل أن يكون أفضل الصحابة.
  - وكان آخر ما ختم به الخلفاء عهد نبيهم ÷ هو التمرد عن تنفيذ بعث أسامة، ثم الطعن على النبي ÷ في تأمير أسامة عليهم حتى غضب النبي ÷ وقام من فراش الموت عاصباً رأسه وخرج المسجد بين رجلين تخط رجلاه في الأرض فقام على المنبر وحث على تنفيذ جيش أسامة وقال: «لا يتخلف عن جيش أسامة إلا عاصٍ لله ولرسوله»، وقال ÷ في ذلك المقام: «ولئن طعنتم في تأميري أسامة فلقد طعنتم في تأمير أبيه من قبل، وإن كان والله لخليقاً بالإمارة»، هكذا ذكرت جميع المصادر التي تحدثت عن مرض موت النبي ÷.
  - فكانت هذه القصة المتفق على صحتها دليلاً واضحاً، وحجة بينة على بيان مكانة أبي بكر وعمر وعثمان عند نبي الله ÷، وأن أسامة بن زيد أفضل منهم.
  وحين طعنوا في تأمير أسامة بين النبي ÷ من فوق المنبر أن طعنهم باطل، وأن طعنهم هذا ليس بجديد، فقد طعنوا من قبل في تأمير النبي ÷ لأبيه زيد بن حارثة.
  ثم أكد النبي ÷ أن تأميره عليهم لأسامة إنما كان لجدارته بالإمارة، واستحقاقه لأن يكون أميراً عليهم.
  - ويروي أهل السنة أن النبي ÷ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، وهذا ليس بصحيح.