بحث في الصحابة
  - نعم، لو كان ÷ أمر أبا بكر بالصلاة، أو أنه رآه أهلاً لأنْ يتقدم للصلاة ويؤم المسلمين لصلى النبي ÷ خلفه، فقد صلى النبي ÷ خلف عبد الرحمن بن عوف، وخلف غيره من الصحابة.
  فلما لم يصل النبي ÷ خلف أبي بكر، بل عزله وصلى هو بالناس، علمنا أن النبي ÷ لم يره أهلاً لإمامة الصلاة، فبالأولى والأحرى أنه ÷ لم يأمره بالصلاة فتأمل ذلك أيها الناظر.
  - يذكر أهل السنة فضيلة أبي بكر لصحبته للنبي ÷ في الغار التي جاءت في القرآن في قوله تعالى: {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ...} الآية [التوبة ٤٠].
  فنقول: نعم، الآية دليل على أن أبا بكر صحب النبي ÷ في الغار، وأنه المقصود في الآية مع النبي ÷، غير أنها لا تدل على أكثر من الصحبة، ومع ذلك فالآية تدل على أن أبا بكر خاف خوفاً شديداً، وأظهر الحزن وتوقع حصول المكروه، فقال له النبي ÷: لا تحزن إن الله معنا، ولأمرٍ ما أنزل الله سكينته على رسوله ÷، دون أبي بكر، وهذا في حين أنه أنزلها يوم حنين على رسوله وعلى المؤمنين.
  ولعل السر في ذلك - والله أعلم - هو علم الله تعالى بعواقب الأمور، وأن أبا بكر سيصير فتنة ويأخذ الخلافة بغير استحقاق، ثم يعطيها برأيه لواحد من غير استحقاق، فحاشا الله تعالى ورسوله ÷ من إعطاء الفضل العظيم لمن يعلم من حاله أنه سيأخذ خلافة النبوة من غير عهد من الله ورسوله ويحتكرها لنفسه، ثم يعطيها - بمجرد رأيه - لواحد من غير عهد من الله ورسوله ÷.