في العدالة
  ٣١٠ - فلماذا تكثرون من الاحتجاج على الزيدية بما رواه البخاري ومسلم وفلان وفلتان، هل تعتقدون أن الزيدية يعتمدون على تلك الروايات؟ أو أنكم لا تعرفون طرق المحاججة؟ أو أن المشائخ قد قرروا في أذهانكم أن تلك الصحاح والروايات هي كتب السنة؟ وأنها بعد القرآن في المنزلة؟ حتى اعتقدتم - جهلاً - أنها في الاستدلال بها كالقرآن، وأن جميع طوائف المسلمين يعتقدونها دليلاً كالقرآن، فيظن الوهابي - لذلك - أنه إذا جاء بحديث من الصحيحين، أو رواه فلان وصححه فلان إذا فعل كذلك فقد أقام البرهان، وتكلم بالحجة، وما درى هذا المسكين المغرور أن الشيعة جميعاً بما فيهم الزيدية لا يرفعون لتلك الصحاح رأساً؟
  ٣١١ - فإن قلتم: إنكم - أيها الزيدية - تقولون: رواه البخاري ومسلم وصححه فلان وفلان؟
  قلنا: نحن - أيها المغرور - إنما نستدل بها عليكم؛ لأنكم تعتقدون صحتها، فنكون بذلك قد قتلناكم بسلاحكم، وأخرسنا ألسنتكم بشهادة أوليائكم، وأنتم - أيها المغرورون - حينما تستدلون علينا بما رواه الصحيحان ونحوهما نكون على العكس منكم، فلا نرفع لذلك رأساً، ولا نقيم لها وزناً؛ وذلك لأنا لا نكتفي بأن يقال لنا: هذه كتب السنة بأسانيد صحيحة عن النبي ÷ كما تكتفون، ولا نرضاها كما ترضون، ولا نطمئن إلى الدعاية والترويج والتقليد والرضا بالأوهام، فهاتوا الدليل على أن تصحيح البخاري ومسلم والترمذي وفلان وفلان حجة ودليلٌ وبرهان قاطع، يحتم على كل مسلم العمل به وإلا فقد خرج من الإيمان، ومن أين لكم ذلك؟
  فإن قلتم: الدليل إجماع أهل السنة على ذلك. قلنا: هاتوا الدليل على أن إجماع أهل السنة دليل وحجة؟