الصحابة
  لِلنَّاسِ}[آل عمران ١١٠]، هل يدل ذلك على وجوب الحكم بالخيرية لكل فرد من هذه الأمة؟ فهل تحكمون - يا أهل السنة - لكل فرد من الشيعة بالخيرية؟
  ٢ - وإذا لم تحكموا بذلك، بل حكمتم بخلافها، هل تكونون بذلك مكذبين للقرآن؟
  ٣ - وهل تعلمون أن ثناء الله في كتابه على الصحابة مشروط بالاستقامة؛ لقوله تعالى مخاطباً لنبيه ÷ وللصحابة: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١٣ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود ١١٣]؟
  ٤ - ولقوله تعالى في سورة الفتح وهو يذكر أهل بيعة الرضوان: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}[الفتح: ١٠].
  ٥ - وقال سبحانه في آخر سورة الفتح بعد ذكره للصحابة والثناء عليهم: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}[الفتح ٢٩]، فهو سبحانه وإن أثنى على جملة الصحابة إلا أن الوعد بالمغفرة والأجر العظيم خاص بالذي يقرن إيمانه بالعمل الصالح من الصحابة، فتأمل.
  ٦ - أثنى الله على عموم الصحابة في آيات كثيرة، وفي آية يخاطب الله تعالى صحابة الرسول ÷ فيقول: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران ١٥٢]، فكيف تقولون في هذا؟
  ٧ - هل تقولون: إن القرآن متناقض؟ أم تقولون: لا يجوز العمل بهذه الآية لأنها تتضمن السب للصحابة؟ فما هو الدليل على أنه لا يجوز العمل بها؟
  وإذا ذهب الشيعة إلى العمل بهذه الآية، فهل تقولون: إنهم مكذبون بالقرآن؟ وإذا لم تعملوا بها أنتم، فهل أنتم مكذبون بالقرآن؟
  ٨ - حين ذم الله تعالى الصحابة الذين رموا عائشة زوجة النبي ÷ فقال: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ