أهل السنة والجماعة
  ٣١١ - لماذا لم تدينوا بذلك وتسمعوا وتطيعوا له؟ ألم تقرؤوا في القرآن: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[آل عمران: ٨٥]؟
  ٣١٢ - فإذا كرر السؤال: ماهي حجتكم في ترك العمل بما جاءكم به الرسول ÷ من الكتاب من السنة؟ وما هو الذي صرفكم عن العمل بذلك؟ بل ليتكم تركتم العمل بذلك فحسب، فما هو الداعي لكم إلى شن الحرب والعدوان، وتحريم العمل بما جاء في علي وأهل البيت من الكتاب والسنة، والمنع من ذلك أشد المنع؟ ومن هو الذي حسَّن لكم معاداة من عمل بذلك حتى رميتموهم بالزندقة والضلال وأخرجتموهم من الإسلام؟
  ٣١٣ - كيف ستجدون أنفسكم في ذلك الموقف الذي تبلى فيه السرائر؟
  ٣١٤ - هل تحسبون حساب هذا الموقف؟ وهل تعلمون أنه لا بد واقع في يوم الدين الذي يحكم الله تعالى فيه بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون؟ أولستم في خلاف مع علي وأهل البيت والشيعة؟ أو ليس السيف قد جرى بين أولكم وأول الشيعة، ثم تعقبه ما تعلمون من الخلاف الطويل إلى اليوم؟ هل أعددتم الجواب عن السؤال الذي أقسم الله فيه في كتابه: {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: ٩٣]؟
  ٣١٥ - ومن ناحية أخرى كيف يكون جوابكم يوم الفصل إذا سئلتم: ما هو الداعي لكم إلى أن تدينوا بقداسة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وتحكموا لهم في دين الإسلام بخلافة النبوة؟ وما هو الذي بلغ بهم في الإسلام إلى المنزلة التي لا يجوز نقدهم أو مساءلتهم أو توجيه تهمة الخطأ إليهم، وأنَّ من نقد أو تساءل أو وجه تهمة الخطأ إليهم فقد خرج من الإسلام، وصار بذلك زنديقاً، لا يغفر له ذنب، ولا تقبل له شهادة ولا رواية؟
  ٣١٦ - وما هو الداعي لكم في الإسلام إلى أن تجعلوا من صلب الدين وأركانه التي لا يقوم إلا بها اعتقاد فضلهم على جميع المسلمين، وأن من فضل علياً على أبي بكر