العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التواضع والكبر

صفحة 259 - الجزء 1

  وفي أضدادها من غير شك ... جميع وجوه أنواع الشرور

  ١٣ - تواضع المرء ترفيع لرتبته ... وكبره ضعة من غير ترفيع

  في نخوة الكبر ذل لا اعتزاز له ... وفي التواضع عز غير مدفوع

  ١٤ - لا تعظم يا أخي نفـ ... ـسك إن شئت السلامه

  من يعظم نفسه يجـ ... ـن امتهاناً وملامه

  فتواضع تلق عزاً ... واحتفاء وكرامه

  ١٥ - إن شئت أن تبني بناءً شامخاً ... يلزم لذا البنيان أسّ راسخ

  إن البناء هو الكمال وأسه ال ... الصخريّ فهو الإتضاع الباذخ

  واضع لربّ العرش علك ترفع ... فما خاب عبد للمهيمن يخضع

  تواضع تكن كالنجم لاح لناظر ... على صفحات الماء وهو رفيع

  ولا تك كالدخان يعلو بنفسه ... إلى طبقات الجو وهو وضيع

  إذا شئت أن تزداد قدراً ورفعة ... فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا

  تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة ... فإن رفيع القوم من يتواضع

  تواضع إذا ما كان قدرك عالياً ... فإن اتضاع المرء من شيم العقل

  ١٦ - يا معجباً مرح العنان ... يجر في الخيلاء ذيله

  أقصر فإنك ميت ... يُهدي الفناء إليك سليه

  ١٧ - وَأَحْسَنُ أَخْلَاقِ الْفَتَى وَأَتَمُّهَا ... تَوَاضُعُهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ رَفِيعُ

  وَأَقْبَحُ شَيْءٍ أَنْ يَرَى الْمَرْءُ نَفْسَهُ ... رَفِيعًا وَعِنْدَ الْعَالَمِينَ وَضِيعُ

  ١٨ - ذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ أَنَّ يَسَارًا كَتَبَ إلَى بَعْضِ الْوُلَاةِ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ:

  لَا تَشْرَهَنَّ فَإِنَّ الذُّلَّ فِي الشَّرَهِ ... وَالْعِزَّ فِي الْحِلْمِ لَا فِي الطَّيْشِ وَالسَّفَه

  وَقُلْ لِمُغْتَبِطٍ فِي التِّيهِ مِنْ حُمْقٍ ... لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي التِّيهِ لَمْ تَتِهْ

  التِّيهُ مَفْسَدَةٌ لِلدِّينِ مَنْقَصَةٌ ... لِلْعَقْلِ مَهْلَكَةٌ لِلْعِرْضِ فَانْتَبِهْ

  ١٩ - تواضع إذا ما نلت في الناس رفعةً ... فإن رفيع القوم من يتواضع

  ولا تمشِ فوق الارض إلا تواضعاً ... فكم تحتها قومٌ هُمُوا منك أرفعُ

  وإن كنت في عزٍ رفيعٍ ومنعةٍ ... فكم مات من قومٍ هُمُوا منك أمنعُ