العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعأ: أشعار في بر الوالدين

صفحة 293 - الجزء 1

رابعًأ: أشعار في بر الوالدين

  ١ - عَلَيكَ بِبرِّ الوَالِدَينِ كِلَيهِمَا ... وَبِرِّ ذَوِي القُرْبَى وَبِرِّ الأَباعِد

  وَلاَ تَصْحَبَنَّ إِلاَّ تَقِيًّا مُهَذَّبًا ... عَفِيفًا زَكِّيًا مُنْجِزًا لِلْمَوَاعِد

  ٢ - أعبد الرحيم قد وعظتك فاستمع ... لموعظتي وأهدي بهدي كهول

  فلا تقطع الأرحام إن قطيعة ... لها كلأ وخيم النبات وبيل

  أقول فلا أعدو إذا قلت حاجتي ... ولست لما لم يعنني بقوول

  إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافياً ... لقيت وخلان الصفاء قليل

  ٣ - وكن واصل الأرحام حتى لكاشح ... توفر في عمر ورزقٍ وتسعد

  ولا تقطع الأرحام إنّ قطيعة ... لذي الرحم كبرى من الله تُبعِد

  فلا تغشى قوماً رحمة الله فيهم ... ثوى قاطع قد جاء ذا بتوعد

  ٤ - روي أن رجلاً جاء إلى النبي ÷ وأبوه، فقال: يا رسول الله إن أبي أخذ مالي فسأل الأب عن ذلك. فقال الأب: إنما أنفقته على إحدى عماته أو إحدى خالاته فهبط جبريل # فقال: يا رسول الله، سل الأب عن شعر قاله، فسأل الأب عن ذلك، فقال الأب: إن الله وله الحمد والمنة يزيدنا ثباتاً يا رسول الله كل يوم وليلة، والله لقد قلت هذا الشعر في نفسي ولم تسمعه أذناي، ثم أنشأ يقول:

  غَذَوْتُكَ مَوْلُودًا وَعِلْتكَ يَافِعًا ... تُعَلُّ بِمَا أُدْنِي إِلَيْكَ وَتُنْهَلُ

  إِذَا لَيْلَةٌ نَابَتْكَ بالسُّقْم لَمْ أَبِتْ ... لسقمك إِلاَّ سَاهِرًا أَتَمَلْمَلُ

  كَأَنِّي أنَا المَطْرُوقُ دُونْكَ بِالَّذِي ... طُرِقْتَ بِهِ دُونِي فعَيْنِاي تُهْمِلُ

  تَخافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا ... لَتَعْلَمُ أَنَّ المَوْتَ حَتْمٌ مُؤًجَّلُ

  فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالغَايَةَ الَّتِي ... إليَها مَدَى مَا كُنتُ فِيكَ أُؤُمِّلُ

  جَعَلْتَ جوابي غلظة وفظاظة ... كَأَنَكَ أَنْتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ

  وتزعم أني قد كبرت وعفتني ... ولم يأت لي في السن ستين كمل

  وَسَمْيَّتَنِي بِاسْمِ المُفَنَّدِ رَأَيُه ... وَفِي رَأْيِكَ التَّفْنِيدُ لَوْ كُنْتُ تَعْقِلُ

  فَلَيْتَكَ إذْ لَمْ تَرْعَ حقَّ أُبُوَّتِي ... فَعَلْتَ كَمَا الجَارُ المُجَاوِرُ يَفْعَلُ

  وقد علم الله المهيمن انني ... بمالي ونفسي عنك ما كنت ابخل

  فتبخل بالود اليسير على اب ... بك الدهر مشغوف معنى موكل