العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الدنيا

صفحة 371 - الجزء 1

  ٩٧ - الدنيا والدة للموت، ناقضة للمبرم، مرتجعة للعطية، وكل من فيها يجري إلى ما لا يدري، وكل مستقر فيها غير راض بها، وذلك شهيد على أنها ليست بدار قرار.

  ٩٨ - ما الدنيا ليت شعري! أما ما مضى منها فحلم، وأما ما بقي فأماني! مورق العجلي: خير من العجب بالطاعة ألا تأتي بالطاعة.

  ٩٩ - قيل لبعض الزهاد: كيف سخط نفسك على الدنيا؟ قال: أيقنت إني خارج منها كرها، فأحببت أن أخرج منها طوعا.

  ١٠٠ - قال الرشيد للفضيل بن عياض: ما أزهدك! قال: أنت يا هارون أزهد مني، لاني زهدت في دنيا فانية، وزهدت في آخرة باقية.

  ١٠١ - إن الله كتب على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء، فلا بقاء لما كتب عليه الفناء، ولا فناء لما كتب عليه البقاء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة، واقهروا طول الامل بقصر الاجل.

رابعاً: أشعار في الدنيا

  ١ - يا نفس ما هي إلا صبر أيام ... كأن مدتها أضغاث أحلام

  يا نفس جوزي على الدنيا مبادرة ... وخل عنها فإن العيش قدامي

  ٢ - لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ

  فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ... يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ

  حَلاَوَتُهَا ممزَوجَةٌ بمرارةٍ ... ورَاحتُهَا ممزوجَةٌ بِعَناءِ

  فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ ... فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ

  ٣ - كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ ... وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا

  وإنْ يكُ منيَةٌ عجِلَتْ بشيءٍ ... تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا

  فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني، ... وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا

  أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً ... مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا

  ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَةَ كُلِّ يومٍ ... تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا

  وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ ... يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا

  يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ ... بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا