العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الأخوة

صفحة 321 - الجزء 1

  يتجاوز الحد فِي مضرته فمضرته لها حد يقف عَلَيْهِ العقل إِذَا انتهى إلى ذَلِكَ الحد. ومضرة الجاهل لَيْسَتْ بذات حد والمحدود أقل ضررًا مِمَّا هُوَ غير محدود

  ٣٦ - من أشار عَلَيْكَ بمصاحبة جاهل لم يخل من أمرين إما أن يكون صديقًا جاهلاً، ما يعرف ولا يميز بَيْنَ مَنْ يَصْلُحُ لِلصُّحْبَةِ وَمَنْ لا يَصْلُحُ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونُ هَذَا الْمُشِيرُ عَلَيْكَ عَدُوًّا لَكِنَّهُ عَاقِلٌ لأَنَّهُ يُشِيرُ بِمَا يَضُرُكَ وَيَحْتَالُ عَلَيْكَ بِالأَشْيَاءِ الَّتِي تَضُرُكَ.

  ٣٧ - الأَصْدِقَاءُ ثَلاثَةٌ أَحَدُهُمْ كَالْغِذَاءِ لا بُدَّ مِنْهُ، وَالثَّانِي كَالدَّوَاءِ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ، وَالثَّالِثُ كَالدَّاءِ لا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ قَط.

  ٣٨ - مِثْل جُمْلَةِ النَّاسِ كَمِثْل الشَّجَرِ وَالنَّبَاتِ فَمِنْهَا مَا لَهُ ظِلّ ولَيْسَ لَهُ ثمر وَهُوَ مثل الَّذِي ينتفع به فِي الدُّنْيَا دون الآخِرَة، فَإِنَّ نفع الدُّنْيَا كالظِلّ السريع الزَوَال، ومنها ما لَهُ ثمر ولَيْسَ لَهُ ظِلّ. ومنها ما لَيْسَ لَهُ واحد منهما كأم غيلان تمزق الثياب ولا طعم فيها ولا شراب ومثله من الْحَيَوَان الحية والعقرب والفأر ومثله فِي النَّبَات الخنيز فإنه يضيق على الزرع ويضر من لمسه ولا يؤكل ولا لَهُ تمر يؤكل.

  ٣٩ - قيل لرجل: أيّ إخوانك أحب إليك؟ قال: الذّي يغفر زللي، ويقبل عللي، ويسدّ خللي.

  ٤٠ - أوصى بعض الحكماء أخاً له فقال: أي أخي! آخ الكريم الأخوة، الكامل المروءة، الذي إن غبت خلفك، وإن حضرت كنفك، وإن لقي صديقك استزاده، وإن لقي عدوك كفه، وإن رأيته ابتهجت، وإن أتيته استرحت.

  ٤١ - قال لقمان لابنه: يا بني! إياك وصاحب السوء، فإنه كالسيف المسلول، يعجبك منظره، ويقبح أثره.

رابعاً: أشعار في الأخوة

  ١ - لم أؤاخذك إن جنيت لأني ... واثق منك بالإخاء الصحيح

  فجميل العدو غير جميل ... وقبيح الصديق غير قبيح

  ٢ - كان لنا أصدقاء حماة ... وأعداء سوء فما خلدوا

  تساقوا جميعاً كؤوس الحمام ... فمات الصديق ومات العدو

  ٣ - ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني ... ليست مؤاخذة الإخوان من شاني

  إذا خليلي لم تكثر إساءته ... فأين موضع إحساني وغفراني

  يحنى علي وأحنو صافحاً أبداً ... لا شيء أحسن من حان على جاني