العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التقوى والمتقين

صفحة 125 - الجزء 1

  فارق الدنيا، ولم يأخذ منها فكاك رَهْنِه، ولا براءة أَمْنِه، فخرج منها سليباً محسوراً، قد أتعب الملائكة نفسه التي هي مطلعة عليها، وهو مُسْوَدٌ وجهه، مزرقة عيناه، بادية عورته، يدعو بالويل والثبور، لا يرحم دعاؤه، ولا يفتَّر عنه من عذابها، كَذَلِكَ نجزي كل كفور، واذكروا من فارق الدنيا، وقد أخذ منها فَكَاك رَهْنِه، وبراءة أمنه، فخرج منها آمناً مرحوماً، موفوقاً معصوماً، وقد ظفر بالسعادة، وفاز بالخلود، وأقام بدار الحيوان، وعيشة الرضوان، حيث لا تَنُوبُ الفجائع، ولا تحل القوارع، ولا تموت النفوس، عطاؤهم غير مجذوذ.

  ٥٤ - ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

  ٥٥ - أهل التقوى هم أولياء الله ø وهم اكرم الناس قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

  ٥٦ - المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، للناس حال وله حال.

  ٥٧ - المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا فى الحرام فسماهم الله متقين.

  ٥٨ - المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه.

  ٥٩ - كتب رجلٌ إلى أخٍ له: «أوصيكَ بتقوى الله، فإنّها أكرم ما أسررتَ، وأزينُ ما أظهرتَ، وأفضلُ ما ادَّخرتَ، أعاننا الله وإيَّاكَ عليها، وأوجب لنا ولك ثوابَها».

  ٦٠ - الْمُؤْمِنُ حَسَنٌ بِاللَّهِ ظَنُّهُ وَاثِقٌ بِوَعْدِهِ، اتَّخَذَ التَّقْوَى رَقِيبًا، وَالْقُرْآنَ دَلِيلًا، وَالْخَوْفَ مَحَجَّةً وَالشَّوْقَ مَطِيَّةً، وَالْوَجَلَ شِعَارًا، وَالصَّلَاةَ كَنْزًا، وَالصَّبْرَ وَزِيرًا، وَالْحَيَاءَ أميرا، لَا يَزْدَادُ لِلَّهِ بِرًّا وَصَلَاحًا إِلَّا ازْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَوْفًا، أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ.

رابعاً: أشعار في التقوى والمتقين

  ١ - ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبك للدنيا هو الذل والسقم

  وليس على عبد تقي نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم

  ٢ - إذا كُنْتَ قَدْ أَيْقَنْتَ بالمَوتِ والفَنَا ... وبالبَعثِ عَمَّا بَعْدَهُ كَيْفَ تَغْفُلُ

  أَيَصْلُحُ إِيْمَانُ المَعَادِ لِمُنْصِفٍ ... ويَنْسَى مَقَامَ الحَشْرِ مَن كَانْ يَعْقِلُ

  إِذا أَنْتَ لَم تَرْحَلْ بِزَادٍ مِن التُّقَى ... أَبِنْ لِي يَومَ الجَزَا كَيْفَ تَفْعَلُ