العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في الدنيا

صفحة 352 - الجزء 1

  ٥٧ - وفي أمالي أبي طالب #: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: كان ابن عباس يحدث أن اللّه ø أرسل إلى نبيه ÷ مَلَكاً من الملائكة، ومعه جبريل #، فقال: الملك لرسول الله: إن اللّه ø يخيّرك بين أن تكون عبداً نبياً، وبين أن تكون مَلِكاً نبياً. فالتفت النبي ÷ إلى جبريل # كالمستشير إليه، فأشار جبريل: أن تواضع، فقال ÷: «لا، بل أكون عبداً نبياً، قال: فما أكل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بعد تلك الكلمة طعاماً متكئاً حتى لقي اللّه ø».

ثالثاً: أقوال في الدنيا

  ١ - قال الإمام عز الدين بن الحسن في كتابه كنز الرشاد: اعلم أن الدنيا عبارة عن كل ماشغل عن الله قبل الموت فكل ما لك فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الدنيا.

  ٢ - مثل الدنيا مثل ظلك، إن تركته تتابع، وإن طلبته تمانع.

  ٣ - عن أمير المؤمنين علي #: الدنيا دار عناء، وفناء، وبكاء.

  ٤ - الدنيا دار إلتواء لا دار إستواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، من عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء.

  ٥ - حلوٌ رضاعها، مُرٌ فطامها، الحق فيها مهجور، والباطل متبوع.

  ٦ - عن أمير المؤمنين علي #: الدنيا كمثل الماء الملح، كلما شرب منه العطشان أزداد عطشاً حتى يقتله.

  ٧ - عن أمير المؤمنين علي #: أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام.

  ٨ - عن أمير المؤمنين علي #: مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها والسم القاتل في جوفها يهوي إليها الغر الجاهل ويحذرها ذو اللب العاقل.

  ٩ - وعن المسيح # أنه قال: من هوان الدنيا على اللّه أنها لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عند الله إلا بتركها.

  ١٠ - حكي عن بعضهم: وقد سئل عن الدنيا [فأشار] إلى مزبلة براز فقال: هذه الدنيا ونهمتها، فهل تبدل بنعيم الأبد، والروح السرمد؟ والانسلال عن كدرها إلى غاية الأماني والآمال، تبدل ذهباً بخزف، وبدرة بمدرة، لإِيْثَارِكَ العاجل الخسيس، ورفضك الآجل النفيس.