العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في القرآن:

صفحة 33 - الجزء 1

  فأتاه رجل ممن كان يعلمه بفرس فقال: هذا لك أحملك عليه في سبيل الله، فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ فسأله عن ذلك فقال له رسول الله ÷: «تحب أن يكون حظك غدا؟»، فقال: لا والله، قال: «فاردده».

  ٣٥ - وفي أمالي أبي طالب #: عن معاذ بن جبل، قال: ذكر رسول اللّه ÷ الفتنة فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب #: فما المخرج منها؟ قال: «كتاب اللّه فيه حديث ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وفصل ما بينكم من يتركه من جبار يقصمه اللّه، ومن يبتغي الهدى من غيره يضله اللّه، وهو حبل اللّه المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لمّا سمعته الجن، قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}⁣[الجن ٢، ١]، وهو الذي لا تختلف به الألسن، ولا يخلقه كثرة الرد».

  ٣٦ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، قال: قال رسول اللّه ÷: «أيها النَّاس، إنكم في دار هدنة، وعلى ظهر سفر، والسير بكم سريع، وقد رأيتم الليل والنهار يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فاتخذوا الجهاز لبعد المقام»، فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول اللّه، وما دار الهدنة؟ قال رسول اللّه ÷: «دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله إمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النَّار، هو الدليل الذي يدل على خير سبيل، وكتاب تفصيل وبيان، وتحصيل، والفصل ليس بالهزل، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى، ومنارات الحكمة، والدليل على المعرفة لمن عرف الطريقة، فليولج رجل بصره، وليبلغ الطريقة نظره، ينج من عطب، ويتخلص من أَشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور بحسن تخلص وقلة تربص».

  ٣٧ - وفي أمالي أبي طالب #: عن أنس بن مالك، أن رسول اللّه ÷ قال: «إن البيت إذا قُرِئ فيه القرآن حضرته الملائكة، وتنكبته الشياطين، واتسع بأهله، وكثر خيره، وقل شرّه، وإن البيت إذا لم يقرأ فيه القرآن حضرته الشياطين، وتنكبته الملائكة، وضاق بأهله، وكثر شره، وقل خيره».