ثانيا: أحاديث في الدنيا
  يابن مسعود سيأتي على الناس زمان الصابر فيه كالقابض على الجمر بكفه إن ذلك الزمان يقال له زمان الذئاب، فمن لم يكن فيه ذئباً أكلته الذئاب.
  يابن مسعود علمائهم خونة فجرة ضلاّل شرار خلق الله يدخلهم الله إذا ماتوا في نار جهنم: {عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً}[الإسراء ٩٧]. الثمارالمجتناة.
  ٥٣ - وفي المختار نقلا عن صحيفة علي بن موسى الرضا @: عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «أتاني ملك، فقال: يامحمد إنَّ ربك يقرئك السلام، ويقول لك: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهباً، قال: فرفع رأسه إلى السماء، فقال: يا رب، اشبع يوماً، فأحمدك، وأجوع يوماً، فأسلك».
  ٥٤ - وفي كتاب الأمالي الخميسية: ان عائشة قالت قال رسول الله ÷: «من سره أن ينظر إليّ فالينظر إلى أشعث شاحب رفع له علم فيشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصب، اليوم المضمار وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار».
  ٥٥ - وفي الأمالي الخميسية: عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت أبا سعيد يقول: يا أبها الناس لا تحملنكم العسرة أن تطلبوا الرزق من غير حله، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «اللهم توفني إليك فقيراً، ولا توفني غنياً، واحشرني في جملة المساكين يوم القيامة، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة».
  ٥٦ - وفي المختار نقلا عن الاعتبار وسلوة العارفين: عن الحسين $، قال: رأيت رسول الله ÷ قام خطيباً على أصحابه، فقال: «يا أيها الناس، كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكان الحق فيها على غيرنا وجب، وكان الذي يشيع من الأموات قوم سفرٍ عمَّا قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأنَّا مخلدون بعدهم، نسينا كل واعظة، وامنَّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت خليقته، طوبى لمن تواضع بغير منقصة، وانفق مما جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل عن قوله، ووسعته السنة ولم يشذ عنها إلى بدعة». قال: ثم نزل.