ثالثا: أقوال في التوبة والاستغفار
  ٧ - وروي عن كميل بن زياد أنه قال: قلت لأمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين، العبد يصيب الذنب فيستغفر الله فما حد الاستغفار؟، قال: يا ابن زياد، التوبة، قلت: بس؟، قال: إن العبد إذا أصاب ذنباً يقول: أستغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك؟، قال: الشفتان واللسان أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟ قال: تصديق بالقلب، وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه، قال كميل: فإذا فعل ذلك فإنه من المستغفرين؟ قال: لا؛ لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد، قال كميل: أصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب، والاستغفار اسم واقع لمعان ستة، ثم ساق # المعاني الستة التي ذكرها لذلك الرجل.
  ٨ - قال أمير المؤمنين علي #: إِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عِبَادَهُ عِنْدَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ وَإِغْلَاقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ لِيَتُوبَ تَائِبٌ وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ وَيَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الاستغفار سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ وَاسْتَقَالَ خَطِيئَتَهُ وَبَادَرَ مَنِيَّتَهُ.
  ٩ - قال أمير المؤمنين علي #: عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاستغفار.
  ١٠ - عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: «إني لأرجو أن تكون كفارة العبد من ذنبه ندامته عليه.
  ١١ - جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي #. فقال: يا أمير المؤمنين، عظني.
  ١٢ - قال: يا فلان، لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، وتؤخر التوبة لطول الأمل، تقول في الدنيا قول الزاهدين، وتعمل عمل الراغبين.
  ١٣ - جعفر بن محمد #: التوبة أن لا تعود إلى المعصية.
  ١٤ - علي بن الحسين @ يقول: التوبة ليست بالكلام، ولكن التوبة الرجوع عن الأمر.
  ١٥ - عن علي بن موسى الرضا @، وعليه الإعتماد، فالندم هو الأصل، والعزم على أن لا يعود إلى أمثاله في القبح، أو الإخلال بالواجب شرط.