العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 460 - الجزء 1

  فَلِلِهِ دُرُّ الزَّاهِدِينَ بِجَيْفَةٍ ... عَلَيْهَا أُنَاسٌ جَاهِلُونَ وَغُفَّلُ

  ٦٣ - خُذْ مِنْ شَبَابِكَ قَبْل الموتِ والهَرَم ... وَبَادِرِ التَّوبَ قَبْلَ الفَوتِ والنَّدَم

  واعْلَمْ بأنَكَ مَجْزِيٌّ ومُرْتَهُنٌ ... وَرَاقَب الله واحْذَرْ زلَّةَ القَدم

  فَلَيْسَ بَعْدَ حُلُولِ المَوْتِ مَعْتَبةٌ ... إلا الرُّجاءُ وعَفْوُ اللهِ ذِي الكَرَمَ

  ٦٤ - وكأن بالداعِ قد يبكي ... عليه أقربوهُ

  و كأن القوم قد قاموا ... فقالوا: أدركوهُ

  سائلوه، كلموهُ ... حرّكوه، لقنوهُ

  حرِّفوه، وجِّهوهُ ... مدِّدوه، غمضوهُ

  عجَّلوه لرحيلٍ ... عجّلوا لا تحبسوهُ

  ارفعوه، غسلوهُ ... كفِّنوه، حنّطوهُ

  فإذا ما لُفَّ في الأكفان ... قالوا: فاحملوهُ

  أخرجوه فوق أعواد ... المنايا شيّعوهُ

  فإذا صلوا عليه ... قيل: هاتوا و اقبروهُ

  فإذا ما استودعوه ... الأرض رهناً تركوهُ

  خلّفوه تحت رمسٍ ... أو قروهُ، أثقلوهُ

  أَبعدوهُ، أَسحَقوه ... أوحَدوه، افردوهُ

  ودّعوه، فارقوه ... اسلَموه، خلَّفوه

  و انثنوا عنه و خلّوه ... كأن لم يعرفوهُ

  ٦٥ - أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه ما يومه ما المصرع

  تتخلف الآثار عن سكانها ... حينا ويدركها الفناء فتصرع

  ٦٦ - للموت فينا سهام وهي صائبة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غد

  ٦٧ - أترجو البقاء وهذا محال ... ولله ø البقاء

  فلو كان للفضل يبقى كريم ... لما مات من خلقه الأنبياء

  تموت النفوس وتبقى الشخوص ... وعند الحساب يكون الجزاء