العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في علامات الساعة والقيامة

صفحة 517 - الجزء 1

  وَرَأَيْتَ أَكْثَرَ مَنْ تَرَى مُتَخَلّفًا ... فَتَبِعْتَهُم وَرَضِيْتَ بِالحِرْمَان

  لَكِنْ أَتَيْتَ بِخُطَّتَي عَجْزٍ وَجَهْـ ... ـلٍ بَعْدَ ذَا وَصَحِبْتَ كُلَّ أَمَان

  مَنَّتْكَ نَفْسُكَ بِاللَّحَاقِ مَعَ القُعُو ... دِ عَن المَسِيْر وَرَاحَةِ الأَبْدَان

  وَلَسَوفَ تَعْلَمُ حِيْنَ يَنكِشفُ الغِطَا ... مَاذَا صَنَعْتَ وَكُنْتَ ذَا إِمْكَان

  ١٨ - وَاذْكُرْ وقُوفَكَ في المَعَادِ وَأَنْتَ في ... كَرْب الحِسَابِ وَأَنْتَ عَبْدًا مُفْرَدًا

  سَوَّفْتَ حَتَّى ضَاعَ عُمْرُكَ بَاطِلاً ... وَأَطَعْتَ شَيْطَانَ الغِوَايَةِ وَالعِدَا

  فَانْهَضْ وَتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وَقُمْ إلى ... بَابِ الكَرِيْمِ وَلُذْ بِهِ مَتَفَرِّدًا

  وَادْعُوهُ في الأَسْحَارِ دَعْوَةَ مُذْنِبٍ ... وَاعْزِمْ وَتُبْ وَاحْذَرْ تَكُنْ مُتَرَددًا

  وَاضْرَعْ وَقُلْ يَا رَبِّ جِئْتُكَ أَرْتجي ... عَفْوًا وَمَغْفِرَةً بِهَا كَيْ أَسْعَدَا

  فَلَعَلَّ رَحْمَتَهُ تعُم فإِنَّهَا ... تَسَعُ العِبَادَ وَمَنْ بَغَى وَمَن اعْتَدى

  وإِذَا أَرَدْتَ بَأَنْ تَفُوزَ وَتَتَّقِي ... نَارَ الجَحِيمِ وَحَرَّهَا المُتَوَقِدَا

  ١٩ - تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ ... وَمَا لِيَ لا أَبكِي عَلى خَيْرِ ذَاهِب

  عَلى العُمْرِ إذْ ولَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ ... بآمَالِ مَغْرُوْرٍ وَأَعْمَالِ نَاكِب

  عَلى غُرَرِ الأيامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ ... وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ المَكَاسِب

  عَلى زَهَرَاتِ العَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ ... بِرِيْحِ الأمانيْ وَالظُّنوْنِ الكَوَاذِب

  عَلى أَشْرَفِ الأوْقاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا ... بأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاَهٍ وَلاَعِب

  عَلى أَنْفَسِ الساعَاتِ لَما أَضَعْتْهَا ... وَقَضيْتُهَا في غَفلَة وَمَعَاطِب

  عَلى صَرْفِيَ الأيامَ في غَيْرِ طَائِلٍ ... وَلاَ نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِب

  عَلى مَا تَوَلى مِنْ زَمَاٍن قَضَيْتُهُ ... وَرَجَّيْتُهُ في غَيْرِ حَق وَصَائِب

  عَلى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنَّيْ انْتَهَزْتُهَا ... لَقَدْ نِلْتُ فِيْهَا مِنْ شَرِيْفِ المَطَالِب

  وَأَحْيَانَ آناءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ... ضيَاعًا وَكَانَتْ مَوْسِمًا لِلرَّغَائِب

  عَلى صُحٍف مَشْحُوْنَةً بِمَآثِمٍ ... وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وكَمْ مِنْ مَثَالِب

  عَلى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوْب وَزَلَّةٍ ... وَسَيَّئٍة مَخْشِيَّةٍ فِيْ العَوَاقب

  عَلى شَهَواٍت كَانَتِ النَّفسُ أَقْدَمَتْ ... عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِب

  عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ... مُنَغِّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِب