العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الجنة

صفحة 552 - الجزء 1

  وَاخْشَيْ رُجُوعًا إِلَى عَدْلٍ تَوَعَّدَ مَنْ ... لَا يَتَّقِيهِ بِنَارٍ حَشْوُهَا الْغَضَبُ

  وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْأَحْجَارُ حَامِيَةٌ ... لَا تَنْطَفِي أَبَدَ الْآبَادِ تَلْتَهِبُ

  وَالْبُعْدُ عَنْ جَنَّةِ الْخُلْدِ الَّتِي حُشِيَتْ ... بِالطِّيِّبَاتِ وَلَا مَوْتٌ وَلَا نَصَبُ

  فِيهَا الْفَوَاكِهُ وَالْأَنْهَارُ جَارِيَةٌ ... وَالنُّورُ وَالْحُورُ وَالْوِلْدَانُ وَالْقُبَبُ

  وَهَذِهِ الدَّارُ دَارٌ لَا بَقَاءَ لَهَا ... لَا يَفْتِنَّنَكَ مِنْهَا الْوَرِقُ وَالذَّهَبُ

  وَالْأَهْلُ وَالْمَالُ وَالْمَرْكُوبُ تَرْكَبُهُ ... وَالثَّوْبُ تَلْبَسُهُ فَالْكُلُّ يَنْقَلِبُ

  لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا سِوَى عِوَضٍ ... مِنْهَا يَعُدُّ إِذَا مَا عُدَّتْ الْقُرُبُ

  يُرِيدُ صَاحِبُهُ وَجْهَ الْإِلَهِ بِهِ ... دُونَ الرِّيَا إِنَّهُ التَّلْبِيسُ وَالْكَذِبُ

  لَا يَقْبَلُ اللَّهَ أَعْمَالاً يُرِيدُ بِهَا ... عُمَّالُهَا غَيْرَ وَجْهِ اللَّهِ فَاجْتَنِبُوا

  ٢٦ - قيل ان رجلا ذهب الى الإمام علي # ليكتب له عقد بيت، فنظر الإمام علي # الى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب: اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود، الحد الأول يؤدي الى الموت، و الحد الثاني يؤدي الى القبر، و الحد الثالث يؤدي الى الحساب، والحد الرابع يؤدي اما للجنة و اما للنار. فقال الرجل لعلي: ما هذا يا علي، جئت تكتب لي عقد بيت، فكتبت لي عقد مقبرة! فقال له الإمام علي #:

  النفس تبكي على الدنيا و قد علمت ... أن السعادة فيها ترك ما فيه

  لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ... الا التي كان قبل الموت بانيها

  فان بناها بخير طاب مسكنه ... و ان بناها بشر خاب بانيها

  أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... و دورنا لخراب الدهر نبنيها

  أين الملوك التي كانت مسلطنة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

  فكم مدائن في الآفاق قد بنيت ... أمست خرابا و أفنى الموت أهليها

  لا تركنن الى الدنيا و ما فيها ... فالموت لاشك يفنينا و يفنيها

  لكل نفس و ان كانت على وجل ... من المنية آمال تقويها

  المرء يبسطها و الدهر يقبضها ... و النفس تنشرها و الموت يطويها

  إن المكارم أخلاق مطهرة ... الدين أولها و العقل ثانيها