العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في العلم

صفحة 89 - الجزء 1

  ٤٢ - شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى ... كَشُغلِهِمُ عَن مَكسَبِ العِلمِ بِالوَفر

  فَصارَ لَهُم حَظٌّ مِنَ الجَهلِ وَالغِنى ... وَصارَ لَنا حَظٌّ مِنَ العِلمِ وَالفَقر

  ٤٣ - الْعِلُم يَغْرِسُ كَلَّ فَضْلٍ فَاجْتَهِدْ ... أَنْ لا يفوتَكَ فَضلُ ذَاكَ المَغْرسُ

  وَاعْلَمْ بَأنَّ الْعِلْمَ لَيْسَ يَنَالُهُ ... مَنْ هَمُّهُ فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَس

  إِلا أَخُو الْعِلْمَ الذي يَزْهُو بِهِ ... فِي حَالَتَيْهِ عَارِيًا أَوْ مُكْتَسِي

  فَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ مِنْهُ حَظًّا وَافِرًا ... وَاهْجُرْ لَهُ طِيبَ الرُّقادِ وَعَبِّس

  فَلَعلَّ يَوْمًا إِنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ ... كُنْتَ الَّرئِيسَ وَفَخْرَ ذَاكَ الْمَجْلِس

  ٤٤ - مَا أَقْبَحَ الْجهْلَ يُبْدِي عَيْبَ صَاحِبهِ ... لِلنَّاظِرين وعن عَيْنَيْهِ يُخْفِيه

  كَذَالِكَ الثُومُ لا يَشْمُمْهُ آكِلُهُ ... والناسُ تَشْتَمُّ نَتَنَ الرِّيحِ مِنْ فِيه

  ٤٥ - وَمَا أَنَا بَالْغَيْرَانِ مِنْ دُونِ جَارتي ... إذَا أَنَا لم أُصْبِحْ غَيوُرًا عَلَى الْعِلْم

  ٤٦ - يَلُومُونِي إِنْ رُحْتُ فِي الْعِلْمِ دَائِبًا ... أَجْمَعُ مِنْ عَنْدِ الرُّوَاة فُنُونَهُ

  فَيَا عَاذِلي دَعْنِي أَغَالِي بقِيمَتِي ... فَقِيمَةُ كُلُّ النَّاسِ مَا يَحْسِنُونَهُ

  ٤٧ - تَعَلَّمْ يَا فَتَى والْعُودُ رَطْبً ... وَطِينُكَ لَيِّنٌ والْعُمْرُ قَابلْ

  وَحَسْبُكَ يَا فَتَى شَرفًا وَفَخْرًا ... سُكُوتُ الْحَاضِرينَ وَأَنْتَ قَائِلْ

  ٤٨ - إذا ما شِئتَ أَنْ تَسْمُو وَتُسْمَى ... وَتُدْرِكَ رَاحَةً رُوحًا وَجِسْمًا

  فَقُمْ لِطَرِيقِ أَهْلَ العِلْمِ سَعْيًا ... لِتَقْفُوا مَعْهُمُوا أَثَرًا وَرَسْمًا

  فَإِنْ حَصَّلْتَ مَطْلُوبًا وَإلا ... ظَفِرْتَ بِأَكْبَرِ الشَّرَفَيْنِ قَسْمَا

  فَأَكْرَمُ مَا حَوَاهُ المَرْءُ عِلْمٌ ... بِهِ يُهَدَى وَيَهْدِي مَنْ أَلَمَّا

  وَلَيْسَ يُفِيدُ الْكَوْنَ عَبْدًا ... إِلَى العَلْيَاءِ يَسْرِي وَهْوَ أَعْمَى

  فَكَمْ أَبْدَى ضِيَاءُ العِلْمِ رُشْدًا ... وَأَذْهَبَ ظُلْمَةً وَأَزَالَ غَمًا

  فَنَحْمَدُ رَبَّنَا إِذْ مَنَّ لُطْفًا ... بِهِ في رُشْدِنَا وَأزَالَ غَمًّا

  ٤٩ - مُنَايَ مِن النُيا عُلومٌ أَبُثُّهَا ... وَأَنْشُرُهَا في كُلِّ بَادٍ وَحَاضِر

  دُعَاءٌ إلَى القُرآنِ وَالسُّنَّةِ التِّي ... تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَهَا في المَحَاضِر

  وَقَدْ أَبْدَلُوهَا بِالجَرَائِدِ تَارَةً ... وَتِلْفَازِهْمِ رَأسُ الشُّرُورِ المَنَاكِر