رابعا: أشعار في العلم
  هُمُ العُدُولُ لِحَملِ العِلم كَيفَ وَهُمْ ... أُولُو المكارِمِ والأخلاقِ والشِيَم
  هُمُ الأفاضلُ حَازُوا خَيرَ مَنْقَبَةٍ ... هُمُ الأُولَى بِهِم الدِّينُ الحنيفُ حُمِي
  هُمُ الجَهَابِذَةُ الأعْلامُ تَعْرِفُهُمْ ... بَينَ الأنامِ بِسِيماهُم وَوَسْمِهِم
  هُم ناصرُوا الدِين والحَامُونَ حَوزَتَهُ ... مِن العَدُوِّ بِجَيشٍ غَير مُنْهَزِم
  هُمُ البُدُورُ ولكِنْ لاَ أُفُول لَهُمْ ... بَلِ الشُمُوسُ وقَدْ فاقُوا بِنُورِهِم
  لَمْ يَبْقَ لِلْشَّمْسِ مِن نُورٍ إذَا أفَلَتْ ... ونُورُهٌم مُشْرقٌ مِن بَعْدِ رَمِسْهِم
  لَهُم مَقَامٌ رَفيعٌ لَيسَ يُدْرِكُهُ ... مِن العِبَادِ سِوَى السَّاعِي كَسَعْيِهِم
  أبْلِغْ بحُجّتِهِمْ أرْجحْ بِكِفَّتِهِم ... في الفَضْل إنْ قِسْتَهُمْ وزْنًا بِغَيرِهِم
  كَفَاهُمُو شَرَفًا أنْ أصْبَحُوا خَلَفًا ... لِسَّيدِ الحُنَفَا فِي دِينِهِ القَيِم
  يُحْيوُنَ سُنَّتهُ مِن بَعْدِهِ فَلَهُمْ ... أولَى بِهِ مِن جَمِيعِ الخَلْقِ كُلِّهِم
  يروون عنه أحاديث الشريعة لا ... يألون حفظًا لها بالصدر والقلم
  ينفون عنها انتحال المبطلين وتحـ ... ـريف الغلاة وتأويل الغويِّ اللئم
  أدَّوا مقالته نصحًا لأمَّته ... صانوا روايتها عن كلِّ متهم
  لم يلههم قط من مال ولا خولٍ ... ولا ابتياع ولا حرث ولا نعم
  هذا هو المجد لا ملك ولا نسب ... كلاَّ ولا الجمع للأموال والخدم
  فكل مجد وضيع عند مجدهمو ... وكل ملك فخدام لملكهم
  والأمن والنور والفوز العظيم لهم ... يوم القيامة والبشرى لحزبهم
  فإن أردت رقيًا نحو رتبتهم ... ورُمتَ مجدًا رفيعًا مثل مجدهم
  فاعمد إلى سلم التقوى الذي نصبوا ... واصعد بعزم وجُدْ مثل جدِّهم
  واعكف على السنة المثلى كما عكفوا ... حفظًا مع الكشف عن تفسيرها ودم
  واقرأ كتابًا يفيد الاصطلاح به ... تدري الصحيح من الموصوف بالسقم
  فهي المحجة فاسلك غير منحرف ... وهي الحنيفية السمحاء فاعتصم
  وحي من الله كالقرآن شاهده ... في سورة النجم فاحْفَظْهُ ولا تهم
  خير الكلام ومن خير الأنام بدا ... من خير قلب به قد فاه خير فم