العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في العلم

صفحة 94 - الجزء 1

  فَمن ينتقصهم أَو يرد ذلهم لَهُ ... فقد ظن أمرا لَيْسَ فيهم بِمُوجب

  وَمن شَيْخه السُّلْطَان والحصن أَوله ... جنود فَأهل الْعلم شيخهم النَّبِي

  وَمن حزبه أهل السِّلَاح فحزبهم ... كتاب عَزِيز مَانع كل مُصعب

  ٦٢ - لَئِن مَاتَ قوم بعد علم وَطَاعَة ... فَذكرهمْ فِي النَّاس لَيْسَ يَمُوت

  لقد نطقت آثَارهم بعد مَوْتهمْ ... بفضلهم والجاهلون سكُوت

  ٦٣ - ذَوُوا العِلْم في الدُّنْيَا نُجُومُ هِدَايَةٍ ... إِذَا غَابَ نَجْمٌ لاحَ بَعْدُ جَدِيدُ

  بِهِمْ عَزَّ دِينُ الله طُرًّا وَهُمْ لَهُ ... مَعَاقِلُ مِن أَعْدَائِه وجُنُودُ

  وَلَوْ لَمْ يَقُمْ أَهْلُ الحديثِ بِنَقْلِهِ ... فَمَنْ كَانَ يَرْوِي عِلْمَهُ وَيُفِيدُ

  هُمُوا وَرِثُوا عِلْمَ النَّبوةِ وَاحْتووْا ... مِنْ الْفَضل ما عنه الأَنامُ رُقُودُ

  وَهُمْ كَمَصَابِيح الدُّجَى يُهْتَدَى بِهِمْ ... وَمَا لَهُمُوا بَعْدَ الْمَمَاتِ خُمُودُ

  ٦٤ - وَالنَّاس أَرض وَأهل الْعلم فَوْقهم ... سَمَاء نور فَمَا فِي النُّور ظلماء

  لَا تركنن إِلَى الْجُهَّال إِنَّهُم ... وَحقّ رَبِّي لأهل الْعلم أَعدَاء

  ٦٥ - لا تحقرن عالماً وإن خلقت ... أثوابه في عيون رامقه

  وانظر إليه بعين ذي خطر ... مهذب الرأي في طرائقه

  فالمسك مهما تراه ممتهناً ... بفهر عطاره وساحقه

  حتى تراه يعارضني ملك ... وموضع التاج من مفارقه

  ٦٦ - وَمَا يضر بِأَهْل الْعلم ماقتهم ... إِلَّا كضر نباح الْكَلْب بالقمر

  ٦٧ - يا ساعياً وطلاب المال همته ... إني أراك ضعيف العقل والدين

  عليك بالعلم لا تطلب له بدلاً ... واعلم بأنك فيه غير مغبون

  العلم يجدي ويبقى للفتى أبدا ... والمال يفنى وإن أجدى إلى حين

  هذاك عز وذاك ذل لصاحبه ... ما زال بالبعد بني العز والهون

  ٦٨ - لكل مجد في الورى نفع فاضل ... وليس يفيد العلم من دون عامل

  يسابق بعض الناس بعضاً يجهدهم ... وما كل كر بالهوى كر باسل

  إذا لم يكن نفع لذي العلم والحجى ... فما هو بين الناس إلا كجاهل