[البحث الثاني: في ذكر المسند إليه]
  ومنها: الاحتياط؛ لضعف التعويل(١) على القرينة؛ بسبب ضعفها أو ضعف فهم المخاطَب.
  ومنها: غباوة السامع، كقولك لعابد الصنم: «الصنم لا يضر ولا ينفع».
  ومنها: الإيضاح، كقولك: «زيد عندي» لمن قال: «أين زيد؟»
  ومنها: الانبساط، أي: بسط الكلام في مقامٍ يكون إصغاء السامع مطلوبًا للمتكلم(٢)؛ لعظمته وشرفه، نحو: {هِيَ عَصَايَ(٣)}[طه ١٨].
  ومنها: التلذذ، نحو: «الحبيب راض(٤)».
  ومنها: التبرك، نحو: «محمد وسيلتنا إلى ربنا(٥)».
  ومنها: التعظيم(٦)، نحو: «محمد شفيعنا(٧)».
  ومنها: الإهانة، نحو: «العاصي ذليل».
  ومنها: التشوق إلى مسماه، نحو: «محمد أفلح من رآه».
  ومنها: ضرورة النظم إلى وزنٍ أو قافية(٨)، وفي معناه ضرورة السجع(٩).
(١) أي: الاعتماد.
(٢) قوله: «للمتكلم» متعلق بـ «مطلوبا» بمعنى محبوبا. وقوله: «لعظمته» أي: السامع. دسوقي.
(٣) وكان يكفيه في هذا المقام أن يقول في الجواب: «عصا»؛ لأن السؤال عن الجنس، فزاد المبتدأ والإضافة والأوصاف لذلك. دسوقي.
(٤) أي: في جواب من قال: «هل الحبيب راض؟» ويكفي لولا التلذذ أن يقال: «راض». مخلوف
(٥) أي: في جواب من قال: «هل محمد ... إلخ»، ويكفي في الجواب لولا التبرك أن يقال: «وسيلتنا». مخلوف.
(٦) أي: إظهاره، وكذا الإهانة. مخلوف.
(٧) في جواب من قال: «هل محمد شفيعكم؟».
(٨) نحو قول الشاعر:
قال العذول وقد رأى وَلَهِي بِهِ: ... صِفْ لي حبيبَكَ، قلتُ: حُبِّي مُفردُ
فلذا إذا ما غاب عني سيدي ... ضاقَ الفضا ولهجتُ: أين السيدُ؟
الشاهد: هو ذكره لـ «حبي» و «السيد» فهما معلومان مما قبلهما، لكنه ذكر «حبي» لاستقامة الوزن، و «السيد» لاستقامة القافية.
(٩) نحو: طلب الحبيب جرعتين لإزالة الظما، فقلت له: يا سيدي، أين هما؟