حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[البحث الثاني: في ذكر المسند إليه]

صفحة 78 - الجزء 1

  ومنها: الاحتياط؛ لضعف التعويل⁣(⁣١) على القرينة؛ بسبب ضعفها أو ضعف فهم المخاطَب.

  ومنها: غباوة السامع، كقولك لعابد الصنم: «الصنم لا يضر ولا ينفع».

  ومنها: الإيضاح، كقولك: «زيد عندي» لمن قال: «أين زيد؟»

  ومنها: الانبساط، أي: بسط الكلام في مقامٍ يكون إصغاء السامع مطلوبًا للمتكلم⁣(⁣٢)؛ لعظمته وشرفه، نحو: {هِيَ عَصَايَ(⁣٣)}⁣[طه ١٨].

  ومنها: التلذذ، نحو: «الحبيب راض⁣(⁣٤)».

  ومنها: التبرك، نحو: «محمد وسيلتنا إلى ربنا⁣(⁣٥)».

  ومنها: التعظيم⁣(⁣٦)، نحو: «محمد شفيعنا⁣(⁣٧)».

  ومنها: الإهانة، نحو: «العاصي ذليل».

  ومنها: التشوق إلى مسماه، نحو: «محمد أفلح من رآه».

  ومنها: ضرورة النظم إلى وزنٍ أو قافية⁣(⁣٨)، وفي معناه ضرورة السجع⁣(⁣٩).


(١) أي: الاعتماد.

(٢) قوله: «للمتكلم» متعلق بـ «مطلوبا» بمعنى محبوبا. وقوله: «لعظمته» أي: السامع. دسوقي.

(٣) وكان يكفيه في هذا المقام أن يقول في الجواب: «عصا»؛ لأن السؤال عن الجنس، فزاد المبتدأ والإضافة والأوصاف لذلك. دسوقي.

(٤) أي: في جواب من قال: «هل الحبيب راض؟» ويكفي لولا التلذذ أن يقال: «راض». مخلوف

(٥) أي: في جواب من قال: «هل محمد ... إلخ»، ويكفي في الجواب لولا التبرك أن يقال: «وسيلتنا». مخلوف.

(٦) أي: إظهاره، وكذا الإهانة. مخلوف.

(٧) في جواب من قال: «هل محمد شفيعكم؟».

(٨) نحو قول الشاعر:

قال العذول وقد رأى وَلَهِي بِهِ: ... صِفْ لي حبيبَكَ، قلتُ: حُبِّي مُفردُ

فلذا إذا ما غاب عني سيدي ... ضاقَ الفضا ولهجتُ: أين السيدُ؟

الشاهد: هو ذكره لـ «حبي» و «السيد» فهما معلومان مما قبلهما، لكنه ذكر «حبي» لاستقامة الوزن، و «السيد» لاستقامة القافية.

(٩) نحو: طلب الحبيب جرعتين لإزالة الظما، فقلت له: يا سيدي، أين هما؟