حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[منظومة الجوهر المكنون]

صفحة 3 - الجزء 1

  

[منظومة الجوهر المكنون]

  الحَمْدُ لِله البَدِيعِ الهَادِي ... إلى بيَانِ مَهْيَعِ الرَّشَادِ

  أمدَّ أَرباَب النُّهَى ورَسمَا ... شمَس البَيَان في صدُورِ العُلَمَا

  فأبصَروا معجزةَ القُرْآنِ ... واضحةً بساطعِ البرهانِ

  وَشَاهَدُوا مَطَالعَ الأنوارِ ... وما احتوتْ عليهِ مِنْ أسْرَارِ

  فنزَّهوا القلوبَ في رياضِه ... وأورَدُوا الفِكْرَ على حِيَاضهِ

  ثم صلاةُ اللهِ ما ترنمَّا ... حادٍ يسوقُ العيسَ في أرضِ الحِمَى

  على نبيٍّنا الحبيبِ الهَادِي ... أجلِّ كلِّ ناطقٍ بالضَّادِ

  محمدٍ سيِّدِ خلقِ اللهِ ... العربيٍّ الطاهرِ الأوًّاهِ

  ثُمَّ على صاحبِهِ الصِّدِّيقِ ... حبيبِهِ وعمرَ الفاروقِ

  ثُمَّ أبي عَمروٍ إمامِ العابِدِين ... وسَطْوَةِ اللهِ إمامِ الزَّاهِدِين

  ثُمَّ على بقيةِ الصحابة ... ذوِي التُّقَى والفضلِ والإنابة

  والمجدِ والفُرصَةِ والبَراعة ... والحزمِ والنجدةِ والشجاعة

  ما عَكفَ القلبُ على القرآنِ ... مرتِقيًا لحِضْرَةِ العِرْفَانِ

  هذا وإنَّ دُرَرَ البيانِ ... وغُرَرَ البديعِ والمعانِي

  تهدِي إلى مواردٍ شريفة ... ونُبَذٍ بديعةٍ لطيفة

  مِن علمِ أسرارِ اللِّسانِ العربي ... ودَرْكِ ما خُصَّ بهِ من عجَبِ

  لأنَّه كالروحِ للإعرابِ ... وهْوَ لعِلمِ النحوِ كاللُّبابِ

  وقَد دعا بعضٌ من الطلابِ ... لرَجَزٍ يهدي إلى الصواب