[البحث السادس: في تقديم المسند إليه]
  وقوله: (وغير ذلك من الأحكام): كالتخيير، والإباحة، والمثال ظاهر(١)، والفرق بينهما مثله(٢).
  قال:
  وَفَصْلُه يُفيدُ قَصْرَ المُسْنَدِ ... عَليهِ كـ «الصوفيُّ هُوَّ المهتدي(٣)»
  أقول: من أحوال المسند إليه فصله، أي: تعقيبه بضمير فصل، ويكون لنكتٍ، منها: تخصيصه بالمسند(٤) - وعليها(٥) اقتصر المصنف كأصله - نحو: «زيد هو العالم»، أي: لا غيره. ولذا يمتنع أن تقول: وغيره. ومنه: مثال المصنف باعتبار الكمال في الاهتداء(٦).
  ومنها: الدلالة على أن ما بعده خبر لما قبله لا صفة.
  ومنها: التأكيد، وذكرهما في الكشاف مع الأول في قوله تعالى: {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[البقرة ٥].
[البحث السادس: في تقديم المسند إليه]
  قال:
  وقدَّموا للأصلِ أوْ تشويفِ ... لخبرٍ تلذذٍ تشريفِ
  وَحَطٍّ اهْتِمامٍ اوْ تنظيمِ ... تفاؤلٍ تخصيصٍ اوْ تعميمِ
  إِنْ صاحَبَ المُسْندَ حَرْفُ السَّلبِ ... إِذْ ذاكَ يَقتضي عُمومَ السَّلْب
  أقول: البحث السادس في تقديمه للاهتمام وله مرجحات:
(١) مثال التخيير: «تزوجْ هندًا أو أختها» ومثال الإباحة: «تعلَّم نحوًا أو صرفًا». والفرق بين التخيير والإباحة: أن التخيير يكون بين ما لا يصح الجمع بينهما، والإباحة بين ما يصح الجمع بينهما.
(٢) يعني الفرق بين التخيير والإباحة ظاهر. انظر الحاشية السابقة.
(٣) أي: قوله: «الصوفي» الكاف داخلة على الجملة الاسمية المقصود لفظها، و «هو» بتشديد الواو على لغة. مخلوف.
(٤) أي: جعل المسند إليه من بين ما يصح اتصافه بكونه مسندا إليه مختصا بأن يثبت له المسند، فالباء في قوله: «بالمسند» داخلة على المقصور.
(٥) أي: على هذه النكتة، وإنما اقتصر عليها لأنها أم نكاته.
(٦) أي: أن مثال المصنف وهو «الصوفي هو المهتدي» لا يصح كونه من التخصيص إلا إذا اعتبرت الكمال في الاهتداء المأخوذ منه المهتدي، أي: إذا أردت الاهتداء الكامل، أما إذا أردت مطلق الاهتداء فلا.