حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[مما هو شبيه بالالتفات وليس منه]

صفحة 110 - الجزء 1

  الشاهد في: «بك» و «يكلفني» بالياء التحتية، والأصل: «يكلفك».

  الرابع: منه إلى الغيبة، نحو: {حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم}⁣[يونس ٢٢] الأصل: بكم.

  الخامس: من الغيبة إلى الخطاب، نحو: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة] الأصل: إياه نعبد.

  السادس: منها إلى التكلم، نحو: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ}⁣[فاطر ٩] الأصل: فساقه.

  ووجه⁣(⁣١) الالتفات ونكتته: استجلاب نفس السامع للخطاب، أي: الكلام المخاطب به؛ لأن النفس مجبولة على حب المتجدد، فإذا تجدد الكلام إلى أسلوب كان أدعى للإصغاء إليه. وهذه النكتة عامة في جميع أقسام الالتفات، وربما اختص كل موضع منه بلطائف ونكت، كالفاتحة، فإن العبد إذا ذكر الله وحده، ثم ذكر صفاته التي كل صفة منها تبعث على شدة الإقبال، وآخرها: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤} المفيد أنه مالك الأمر كله في يوم الجزاء، فحينئذ يوجب⁣(⁣٢) الإقبال عليه، والخطاب بغاية الخضوع⁣(⁣٣) والاستعانة في المهمات، وهو معنى: قوله: (ونكتة ..) الخ.

[مما هو شبيه بالالتفات وليس منه]

  ومما هو شبيه بالالتفات⁣(⁣٤) وليس منه: مسألتان ذكرهما السيوطي في عقود الجمان:


(١) أي: وجه حسنه. وقوله: «ونكتته» عطف مرادف.

(٢) أي: الذكر المفهوم من الفعل المذكور سابقا. مخلوف.

(٣) غاية الخضوع هو معنى العبادة، وعموم المهمات مستفاد من حذف مفعول نستعين، والتخصيص مستفاد من تقديم المفعول. سعد.

(٤) أي: بجامع النقل من أسلوب إلى آخر في كل. مخلوف.