حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[البحث الثاني: في ذكر المسند إليه]

صفحة 77 - الجزء 1

  ومنها: اتباع استعمال العرب، كقولهم: «رمية من غير رام»، أي: هذه رمية، وهو مثل يضرب لمن يقع منه الفعل وهو غير أهل له.

  ومن ذلك⁣(⁣١): المواضع التي يجب فيها حذف المبتدأ، وذكر المصنف منها موضعًا، وهو ما إذا كان الخبر مخصوصَ «نعم»، نحو: «نعم الرجل زيد»، فزيد: خبر مبتدأ محذوف وجوبًا في بعض الأوجه. ومنه: «طريقة» في قوله: (كحبذا طريقة الصوفية) فإنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبًا.

  وإنما كانت طريقة الصوفية محمودة لأنها توصل إلى المرتبة العلية، وهو مقام الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه؛ لأن طريقتهم عبارة عن صفاء الباطن، والوقوف عند الأمر والنهي، فينبغي لكل طالب علم أن يسلكها، فإنه وإن لم يصل إلى غايتها العظمى، وهي معرفة الله ، فلا أقل من الدخول في دائرة الورع، ورقة القلب، والتخلق بالأخلاق المحمودة، والسلامة من حظوظ النفس، والتهاون بالحقوق الشرعية. قال المصنف في شرحه: وكل من أعرض عن هذا العلم جملة لا يخلو من الفسق، وضيعة العمر، والرغبة في الدنيا، ومن لا قدم له في علم التصوف يخشى عليه من سوء الخاتمة اهـ.

[البحث الثاني: في ذكر المسند إليه]

  قال:

  واذكُرْهُ لِلأَصْلِ والاحْتِياطِ ... غَباوَةٍ إِيضاحٍ انْبِساطِ

  تلذُّذٍ تَبَرُّكٍ إِعْظامِ ... إِهانَةٍ تَشَوُّقٍ نِظامِ

  تَعَبُّدٍ تَعَجُّبٍ تَهْويلِ ... تَقْريرٍ او إِشْهادٍ اوْ تَسْجيل

  أقول: البحث الثاني: في ذكره، وله مرجحات:

  منها: أن ذكره الأصل ولا مقتضي للعدول عنه من قرينة⁣(⁣٢) أو غيرها.


(١) أي: مما حذف فيه المسند إليه لاتباع الاستعمال.

(٢) أي: كون الذكر هو الأصل ولا داعي للعدول عنه، نحو: الإخلاص خير من الخيانة.