المقدمة
  قال:
المقدمة
  أقول: رتب المصنِّف كتابه كأصله(١) على: مقدمة وثلاثة فنون، فجعل الخاتمة داخلة في فن البديع. وهو الوجه؛ بدليل كلام صاحب الأصل في الإيضاح(٢). وقال بعض شارحي الأصل بعدم الدخول.
  فوجه الحصر على الأوَّل: أن المذكور في الكتاب: إما أن يكون من قبيل المقاصد في هذا الفن، أو لا. الثاني: المقدمة.
  والأول(٣): إن كان الغرض منه الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد فهو الفن الأول، وإلا: فإن كان الغرض منه الاحتراز عن التعقيد المعنوي فهو الفن الثاني، وإلا فهو الفن الثالث.
  ووجهه على الثاني: أن المذكور في الكتاب إما من قبيل المقاصد، أو لا.
  فإن كان من قبيل المقاصد: فإن كان الغرض منه الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد فهو الفن الأول، وإن كان الغرض منه الاحتراز عن التعقيد المعنوي فهو الفن الثاني، وإن كان الغرض منه معرفة وجوه تحسين الكلام فهو الفن الثالث.
  وإن لم يكن من قبيل المقاصد: فإما أن يتعلق بها تعلق السابق باللاحق، أو تعلق اللاحق بالسابق، فالأول هو المقدمة، والثاني هو الخاتمة.
(١) وهو كتاب التلخيص للقزويني.
(٢) قال السعد: قال في الإيضاح في آخر بحث المحسنات اللفظية: «هذا ما تيسر لي - بإذن الله - جمعه وتحريره من أصول الفن الثالث، وبقيت أشياء يذكرها في البديع بعض المصنفين، وهي قسمان: أحدهما: ما يجب ترك التعرض له؛ لعدم كونه راجعا إلى تحسين الكلام، أو لعدم الفائدة في ذكره؛ لكونه داخلا فيما سبق من الأقوال. الثاني: ما لا بأس بذكره لاشتماله على فائدة مع عدم دخوله فيما سبق، مثل القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها». فأنت تراه جعل المقصود بالخاتمة، وهو «السرقات ... إلخ» مما يذكر في البديع، فتعين كون الخاتمة داخلة فيه. مخلوف.
(٣) أي: الذي من قبيل المقاصد. شرح الحازمي على الجوهر.