فصل في أداة التشبيه وغايته وأقسامه
  وهو الحمل للتوراة لأنها بأيديهم، ومحمول مخصوص وهو التوراة المشتملة على العلوم وكون اليهود جاهلين بما فيها حقيقة أو حكما(١) لعدم عملهم بمقتضاها.
  ومثال المتعدد الحسي: تشبيه فاكهة بأخرى في اللون والطعم والرائحة.
  والعقلي: تشبيه رجل بآخر في العلم والحلم والحياء.
  ومثال المتعدد المختلف: حسن الطلعة وكمال الشرف(٢) في تشبيه رجل بالشمس.
  ثم وجه الشبه يكون مأخوذًا من التضاد فينزل(٣) منزلة التناسب، فيشبه الشيء بما قام به معنى مضاد لما قام بذلك المشبه، وذلك إذا كان القصد التهكم - أي: الاستهزاء بالمشبه - أو التمليح، أي: جعل الكلام مليحاً مستظرفاً، كتشبيه البخيل بحاتم، فإن كان القصد السخرية فالأول، أو الانبساط مع المخاطب فالثاني.
  فالتمليح هنا بتقديم الميم، خلاف ما يأتي في البديع فإنه بتقديم اللام.
  قال:
فَصْلٌ فِي أَدَاةِ التَّشْبِيهِ وَغَايَتِهِ وَأَقْسَامِهِ
  أَدَاتُهُ كَافٌ كَأَنَّ مِثْلُ ... وَكُلُّ مَا ضَاهَاهُ ثُمَّ الاَصْلُ
  إِيلاءُ مَا كَالْكَافِ(٤) مَا شُبِّهَ بِهْ ... بِعَكْسِ مَا سِوَاهُ فَاعْلَمْ وَانْتَبِهْ
  أقول: أداة التشبيه: «الكاف» و «كأن» و «مثل» ونحوها مما يشتق من المماثلة كـ «نحو» و «مثل»(٥).
= يعلم فلا يتصف به الحمار. مخلوف.
(١) قوله: «حقيقة أو حكما» المناسب الاقتصار على «حكما» كما هو واضح، وقد اقتصر عليه غيره. مخلوف.
(٢) فحسن الطلعة حسي، وكمال الشرف عقلي، أي: شرفه واشتهاره به. والمراد بالطلعة: الوجه.
(٣) قوله: «فينزل» أي: التضاد. وليس وجه الشبه هو التضاد، بل نزلنا تضاد الوصفين كالجبن والشجاعة منزلة تناسبهما، وجعلنا الجبن بمنزلة الشجاعة، فالجبان شجاع تنزيلا على سبيل الهزؤ والتمليح؛ فجاء الاشتراك.
(٤) قوله: «ما كالكاف» أي: من كل ما يدخل على المفرد كمشابه ومماثل، بخلاف ما يدخل على الجملة مثل كأنَّ، أو يكون جملة بنفسه كيشابه ويماثل ويضاهي، فإن هذه لا يليها المشبه به، بل المشبه. دسوقي.
(٥) قوله: «ومثل» المناسب حذفه لما في ذكره من تشبيه الشيء بنفسه. مخلوف.