حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح

صفحة 114 - الجزء 1

  - من أصحاب بشر بن المعتمر - وقد نفى الحركات، فقال له أبو الهذيل:

  أخبرني كم حدّ الزّاني؟ قال حفص: مائة جلدة. قال أبو الهذيل: فكم حدّ القاذف؟ قال حفص: ثمانون. قال أبو الهذيل: فأخبرني هل الجلد هو الجلّاد⁣(⁣١)؟ قال حفص: لا. قال أبو الهذيل: فهل هو جنب المجلود⁣(⁣٢)؟ قال حفص: لا. قال: فهل هو السّوط؟ قال: لا. قال أبو الهذيل: فأرني لا شيء، زاد على لا شيء عشرين. فانقطع حفص ولم يجد جوابا.

  وقال إبراهيم النّظّام⁣(⁣٣)، ومن قال بقوله: إن الألوان وما أشبه ذلك أجسام، وإنه ليس في العالم إلا جسم، إلا الحركات فإنها أعراض، قالوا: والدليل على ذلك أنه لما رؤي الجسم الطويل العريض العميق، فمن حيث ما رؤي الجسم واللون فيه فكان كذلك اللون جسما طويلا عريضا عميقا.

  هذا ما علمناه من خلاف المتقدمين من أهل الإسلام. فأما أهل البيت $ فلا خلاف بينهم في العرض وثبوته، وأنه مدرك إلا الحركات. وأن المدرك بالحواسّ تسعة: الألوان، والروائح، والطّعوم،


(١) في (ش، ع): فأخبرني عن الجلد هو الجلّاد.

(٢) في (ب، ج، د): فهل هو جثت المجلود.

(٣) هو إبراهيم بن سيار النظام، البصري، المعتزلي، أبو إسحاق، يقال: هو مولى. قال الإمام المهدي # في شرح الملل والنحل: قيل: إنه كان لا يكتب ولا يقرأ، وقد حفظ التوراة والإنجيل والزبور مع تفسيرها. قال الجاحظ: ما رأيت أحدا أعلم بالفقه والكلام من النظام.

وهو من الطبقة السادسة من المعتزلة. انتهى. وسمي نظاما؛ لأنه كان ينظم الكلام، وقيل:

كان ينظم الخرز، وتوفي سنة بضع وعشرين ومائتين من الهجرة النبوية. انتهى.