فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح
  مشايخهم التي أصّلوها، ولو كانت ناقضة لكتاب اللّه وسنة رسوله ÷(١)، ولا يلزمهم ما يحتج به(٢) (عليهم)(٣) (من كتاب اللّه)(٤)، ولقد سمعت رجلا منهم يقول: إن القرآن خلقه اللّه في غير محلّ، وليس يتعلّق بحيّ ولا محلّ؛ فافتتحت عليه الحجّة(٥) من كتاب اللّه تعالى بقوله تعالى: {بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ}[العنكبوت: ٤٩]، فقال: هذا فرع، وقام ولم تلزمه حجة القرآن(٦)، وذلك أنهم(٧) استكثروا علم نفوسهم(٨)، واستقلوا علم أهل بيت نبيئهم الذين هم في عصرهم، وجهلوا علم المتقدّمين منهم. وإذا علموا من كتاب اللّه، أو من سنة رسوله ÷، أو من أقوال الأئمة الهادين شيئا ينقض عليهم أصولهم تأوّلوه على ما يوافقهم.
  وقد روي عن جعفر بن محمد الصادق @: أنّ سديرا الصّيرفي دخل عليه فقال: ما بال هذا الاختلاف الذي نسمعه بين أهل النّحلة من الشيعة، وكيف اختلفوا وفي أيديهم الكتاب، والسّنة، وأنت بين ظهرانيهم، وأمثالك من الأئمة؟ فأطرق مليا ثم قال:
  يا سدير، أمّا قوم ردّوا ما سمعوا من كتاب اللّه وسنة رسوله ÷
(١) في (ل): ولسنة رسول اللّه ÷.
(٢) في (ص، ع): ما نحتج به.
(٣) ساقط في (ص، ع).
(٤) ساقط في (ش).
(٥) في (ع): فاتضحت عليه الحجة.
(٦) في (ض): ولم يلتزم بحجة القرآن. وفي (ن): وكأن لم تلزمه حجة القرآن.
(٧) في (ب، ش، ع): وذلك لأنهم.
(٨) في (ع): علم أنفسهم.