حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح

صفحة 119 - الجزء 1

  مشايخهم التي أصّلوها، ولو كانت ناقضة لكتاب اللّه وسنة رسوله ÷(⁣١)، ولا يلزمهم ما يحتج به⁣(⁣٢) (عليهم)⁣(⁣٣) (من كتاب اللّه)⁣(⁣٤)، ولقد سمعت رجلا منهم يقول: إن القرآن خلقه اللّه في غير محلّ، وليس يتعلّق بحيّ ولا محلّ؛ فافتتحت عليه الحجّة⁣(⁣٥) من كتاب اللّه تعالى بقوله تعالى: {بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٩]، فقال: هذا فرع، وقام ولم تلزمه حجة القرآن⁣(⁣٦)، وذلك أنهم⁣(⁣٧) استكثروا علم نفوسهم⁣(⁣٨)، واستقلوا علم أهل بيت نبيئهم الذين هم في عصرهم، وجهلوا علم المتقدّمين منهم. وإذا علموا من كتاب اللّه، أو من سنة رسوله ÷، أو من أقوال الأئمة الهادين شيئا ينقض عليهم أصولهم تأوّلوه على ما يوافقهم.

  وقد روي عن جعفر بن محمد الصادق @: أنّ سديرا الصّيرفي دخل عليه فقال: ما بال هذا الاختلاف الذي نسمعه بين أهل النّحلة من الشيعة، وكيف اختلفوا وفي أيديهم الكتاب، والسّنة، وأنت بين ظهرانيهم، وأمثالك من الأئمة؟ فأطرق مليا ثم قال:

  يا سدير، أمّا قوم ردّوا ما سمعوا من كتاب اللّه وسنة رسوله ÷


(١) في (ل): ولسنة رسول اللّه ÷.

(٢) في (ص، ع): ما نحتج به.

(٣) ساقط في (ص، ع).

(٤) ساقط في (ش).

(٥) في (ع): فاتضحت عليه الحجة.

(٦) في (ض): ولم يلتزم بحجة القرآن. وفي (ن): وكأن لم تلزمه حجة القرآن.

(٧) في (ب، ش، ع): وذلك لأنهم.

(٨) في (ع): علم أنفسهم.