حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح

صفحة 133 - الجزء 1

  فصحّ أن الحمرة ترى، وإجماع الأمة أيضا (يحجّهم)⁣(⁣١)، فإن الأمة أجمعت على رؤية الألوان.

  ويدل على رؤية الألوان قول القاسم بن إبراهيم @ في المسترشد في الرد على من زعم أن اللّه يرى يوم القيامة: (ويقال لهم:

  هل يدرك البصر إلا لونا، أو شخصا؟) وكرّرنا القول برؤية اللون مرارا، وإجماع الأمة أيضا (يحجهم)⁣(⁣٢). وقال أمير المؤمنين # في خطبته التي وصف فيها الطاوس: وإذا تصفّحت شعرة من شعره⁣(⁣٣) أرتك حمرة ورديّة، وتارة خضرة زبرجديّة، وأحيانا (أرتك)⁣(⁣٤) صفرة عسجديّة. وقال # في خطبة التوحيد: وكلّ سميع غيره يخفى عنه غميض الأصوات، ويصمّه كثيرها، ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره، يعمى عنه⁣(⁣٥) خفي الألوان ولطيف الأجسام.

  وأجمعت الأمة على رؤية الألوان إلا من نفى الأعراض أصلا، وهو⁣(⁣٦) هشام بن الحكم، وأبو بكر الأصم، فإنها عندهم أجسام، ولا ينكرون رؤيتها⁣(⁣٧).

  واختلف أهل الكلام في لون الماء. فقال قوم: لونه أبيض. وقال قوم: لونه أسود. وقال قوم: ليس له لون، وهو يتلوّن مع الأشياء.


(١) ساقط في (ش).

(٢) ساقط في (ث).

(٣) لفظ نهج البلاغة: (من شعرات قصبه).

(٤) ساقط في نهج البلاغة، وفي (ب، ش): وأحيانا تريك.

(٥) في (ض): يعمى عن.

(٦) في (ش): وهم.

(٧) في (ش): لا ينكرون رؤيتها. وفي (ن): فإنها عندهما أجسام، ولا ينكران رؤيتها.