فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح
  فصحّ أن الحمرة ترى، وإجماع الأمة أيضا (يحجّهم)(١)، فإن الأمة أجمعت على رؤية الألوان.
  ويدل على رؤية الألوان قول القاسم بن إبراهيم @ في المسترشد في الرد على من زعم أن اللّه يرى يوم القيامة: (ويقال لهم:
  هل يدرك البصر إلا لونا، أو شخصا؟) وكرّرنا القول برؤية اللون مرارا، وإجماع الأمة أيضا (يحجهم)(٢). وقال أمير المؤمنين # في خطبته التي وصف فيها الطاوس: وإذا تصفّحت شعرة من شعره(٣) أرتك حمرة ورديّة، وتارة خضرة زبرجديّة، وأحيانا (أرتك)(٤) صفرة عسجديّة. وقال # في خطبة التوحيد: وكلّ سميع غيره يخفى عنه غميض الأصوات، ويصمّه كثيرها، ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره، يعمى عنه(٥) خفي الألوان ولطيف الأجسام.
  وأجمعت الأمة على رؤية الألوان إلا من نفى الأعراض أصلا، وهو(٦) هشام بن الحكم، وأبو بكر الأصم، فإنها عندهم أجسام، ولا ينكرون رؤيتها(٧).
  واختلف أهل الكلام في لون الماء. فقال قوم: لونه أبيض. وقال قوم: لونه أسود. وقال قوم: ليس له لون، وهو يتلوّن مع الأشياء.
(١) ساقط في (ش).
(٢) ساقط في (ث).
(٣) لفظ نهج البلاغة: (من شعرات قصبه).
(٤) ساقط في نهج البلاغة، وفي (ب، ش): وأحيانا تريك.
(٥) في (ض): يعمى عن.
(٦) في (ش): وهم.
(٧) في (ش): لا ينكرون رؤيتها. وفي (ن): فإنها عندهما أجسام، ولا ينكران رؤيتها.